العدد 872 - 0014-12-25
  من نحن ؟ اتصل بنا الصفحة الرئيسية
الاخ العبادي.. هل سمعت بمنطقة الحسينية؟!    لجنة التحقيق: البيشمركة وسياسيون وقادة وراء سقوط الموصل    خيانة عظمى.. تأجيل التعويضات الكويتية «سنة» مقابل خنق ميناء الفاو    اليوم.. العبادي في تركيا لبحث ملفي مكافحة الإرهاب والنفط    معصوم ينتظر «الـوقـت الـمـنـاسـب» لزيارة إيران    محافظ الديوانية: مدينتنا متواضعة بالاقتصاد ومتقدمة بالأمن    التربية: لا وجود لدرجات وظيفية بسبب «التقشف»    المرجعيـة تـدعـو لإيجـاد سبـل لمحـاربـة «الـفـتـن» وتـحـذر: الـعـراق مـهـدد    الجبوري يستقبل رئيس وأعضاء مجلس مفوضية الانتخابات    المباني تنفذ مشاريع بأكثر من ترليون دينار في قطاعي المباني والخدمات    زيادة رواتب الحماية الاجتماعية العام المقبل    «الفرقة الذهبية» تصول على «داعش» في حدود الموصل ومقاتلوها على مشارف «الكسك»    «داعش» يستهدف «البغدادي» بــ «الكلور».. ووزير الدفاع يتوعد: سنسترد الأراضي المغتصبة    المسيحيون يلغون احتفالاتهم تضامنا مع الشهداء والنازحين.. والعبادي: انتم أصلاء    المستقبل العراقي .. تكشف اسباب عدم تسليم العراق طائرات الـ «F-16»    «داعش» يسقط طائرة حربية اردنية ويأسر قائدها في الرقة    انقرة متورطة.. جنود أتراك يتحدثون مع مقاتلين «داعشيين»    تسلق واسترخاء في جبال اليابان المقدسة    الأسـواق .. حكمـة الحشـود تزيح جنـون الغـوغـاء    الإنــتـاجـيـة تـحـدد آفـاق بـريـطـانـيـا الاقـتـصـاديــة    
 

إحصائيات الموقع
الزوار المتواجدون حالياً : {VISNOW}
عدد زيارات للموقع : {MOREVIIS}


حالة الطقس
غير متوفر الطقس حاليا

البحث
البحث داخل الأخبار

الأرشيف


مقالات

إستفتاء

كيف ترى مستقبل العملية السياسية في العراق






مئوية تيتانيك في مقبرة الأطلسي1912 – 2012
كتبت بتاريخ : 2012-04-14
تنفرد (المستقبل العراقي) بنشر الملف الكامل لحيثيات غرق السفينة الأسطورية (تيتانيك), التي استقرت في الخامس عشر من نيسان من عام 1912, وراح ضحيتها (1517) من إجمالي ركابها الـ (2223), ويتناول الملف أهم الحقائق المتعلقة بهذه السفينة وآخر المستجدات المرتبطة بمئويتها الأولى صممت السفينة (تيتانيك) وفقا لتهيؤات نظرية (السفينة التي لا تَغرَق ولا تُحرَق), فجاء اسمها بهذه الصيغة كي يعكس المفهوم نفسه, ويتحدى ظلمات البحر وأعماقه السحيقة, متسلحا بعنجهية الورشات الهندسية المتباهية بآخر ما وصلته ترسانات صناعة السفن البريطانية في القرن الماضي, فجاءت حسابات الطفو, وتحديدات المسافات الفاصلة بين الجدران المانعة لتسرب المياه, متوافقة مع القناعات المتأرجحة في ذلك الزمن, والتي كانت تراهن على صمود قوة الطفو الاحتياطي بوجه البحار العاتية, وتراهن على ثباتها في الظروف الصعبة, التي قد تتعرض فيها عنابر السفينة إلى الامتلاء الكلي بالماء. فكانت إرادة الله أقوى من كل الحسابات الاحترازية, وأعنف من كل الإجراءات الاحتياطية.   ففي أول رحلة لها في العاشر من نيسان من عام 1912 من ميناء لندن إلى نيويورك عبر المحيط الأطلسي, وبعد مرور أربعة أيام من مغادرتها اعترض طريقها جبل جليدي قبيل منتصف الليل, فغيرت مسارها, وانحرفت انحرافا حرجا تسبب في غرقها في اليوم الخامس من رحلتها (بعد منتصف الليل), وعلى وجه التحديد بعد ساعتين وأربعين دقيقة من لحظة تشقق سطحتها العلوية, فغرقت في الساعة الأولى من يوم 15/4/1912, وشاءت الأقدار أن تهبط إلى قاع المحيط, وتغرق في مياه حالكة الظلام, شديدة البرودة, على مرأى من عيون مصممها, الذي فشل في ضبط حسابات التغريق والطفو والمقاومة, ولم يكن مدركا لتداعيات الخصائص الفيزيائية, ومؤثراتها التي قد تطرأ على الفلزات المعدنية عندما تهبط معدلات الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي بأكثر من ثلاثين درجة, فكان غرقها صدمة كبرى للجميع, ولم يكشف النقاب عن الأسباب الحقيقية للغرق حتى وقت قريب, وكان العالم كله يعتقد إنها ارتطمت بجبل جليدي جبار ففلقها نصفين, فابتلعها البحر.  خيول جنكيزخان تجر تيتانيك صممت (تيتانيك) من قبل كبير المهندسين (وليم ببري), بمساعدة المعماري (توماس أندروش), ورئيس قسم تصاميم السفن (الكسندر كارلايل), الذي انيطت به مهمة تنفيذ المنشآت العلوية للسفينة, وبوشر ببنائها في اليوم الأخير من شهر آذار من عام 1909 بتمويل من الأمريكي (جون بيربونت مورجان), وشركته الخاصة, وأطلقوا هيكلها إلى الماء في اليوم الأخير من شهر نيسان من عام 1911, وتم الانتهاء من التجهيز والتأثيث والتشطيب في اليوم الأخير من شهر آذار من عام 1912.  بلغ طولها (269) مترا, وعرضها (28) مترا, وارتفاعها من سطح الماء إلى سطح السفينة (18) مترا, واكتملت معظم مراحل البناء في أحواض (هارلاند أند وولف) لبناء السفن في بلفاست, وجهزت بمحركين بخاريين, وتوربينين بخاريين, وبنحو (29) مرجلا بخاريا تستمد قوتها من (129) فرنا لحرق الفحم, لتمد السفينة بقوة حصانية هائلة, تقدر بنحو (51000) حصان, وهو الرقم الموازي لعدد الخيول الجامحة في جيش جنكيزخان في حروبه الاستباحية.   كانت هذه الأحصنة تمنحها قدرات استثنائية للانطلاق بسرعات فائقة تصل في ذروتها إلى (23) عقدة, والعقدة هي وحدة بحرية لقياس السرعة, وتساوي ميل بحري واحد بالساعة, والميل البحري يساوي 1852 مترا. للسفينة أربع مداخن, بطول (19) مترا للمدخنة الواحدة, ثلاث من المداخن الأربعة مداخن حقيقية, اما المدخنة الرابعة فقد وضعت لإضفاء الإثارة على الشكل الخارجي للسفينة, التي تفوقت على مثيلاتها من حيث القدرة الاستيعابية على توفير السكن اللائق لحوالي (3547) راكبا بضمنهم طاقم السفينة, وتفوقت على مثيلاتها من حيث الفخامة والترف, وتميزت بطوابق الدرجة الأولى, التي احتوت على حوض للسباحة, وصالة رياضية, وملعب للتنس, وحمامات تركية, وأخرى كهربائية, وشرفات مخملية للراحة والاسترخاء.  كانت غرف الدرجة الأولى مزينة بزخارف خشبية, ومجهزة بأثاث فاخر, ووسائد من الحرير والديباج, وتخللت طوابق السفينة ثلاثة مصاعد كهربائية, ومحطة لاسلكية متشعبة الترددات بقدرات إرسال فائقة, مصممة لتلبية متطلبات الإبراق الفوري من وإلى اليابسة.  عندما فقد الفولاذ خصائصه الفلزية في تلك الليلة ترك ربانها برج القيادة, وأناط مسؤولية الملاحة والإبحار برئيس الضباط, الذي كان هو الآخر يحمل شهادة ربان, تؤهله مهنيا وأكاديميا ليحل محل الربان, كانت السفينة تقترب من ميناء نيويورك, فغادر ربانها موقعه في البرج, وهبط إلى الطوابق المزدحمة بركاب الدرجة الأولى, ليتفقد في جولته الروتينية أحوال الركاب وشؤونهم, ويشرف على تنفيذ واجبات الحفاوة والضيافة لكبار القوم.   وقف رئيس الضباط في برج القيادة حائرا أمام هالة سوداء ظهرت فجأة في طريق السفينة, كانت عبارة عن جبل جليدي جبار يتقاطع مع خط سير السفينة, ويبعد عنها أقل من ثمانية أميال, فقرر توجيه الدفة إلى أقصى اليمين, بهدف تغيير مسار السفينة تلافيا للاصطدام بالجبل الجليدي, بيد ان هذا الانحراف المفاجئ كان هو الذي قادها إلى حتفها, فتعرض جسدها إلى إجهادات خارجية مضاعفة, ضغطت على جسد السفينة, فأسفرت عن حدوث شرخ عرضي في سطحها العلوي, ولم تمض بضع ثوان حتى تمزق بدنها, وتشقق سطحها العلوي, ما أدى إلى انشطارها نصفين, غرق النصف الأمامي في الحال, وصمد نصفها الخلفي سويعات يقاوم الغرق المحتوم, ثم مال بجمعه في البحر, ولحق بنصفه الغارق في غضون ساعتين ونصف الساعة تقريبا.    ظن الخبراء خطأً, ولعقود من الزمن, إنها غرقت بعد ارتطامها بالجبل الجليدي, على الرغم من انه كان يبعد عن موقع غرقها أكثر من خمسة أميال بحرية, وأثبتت التحقيقات المعاصرة إن جزيئات مادة الحديد الصلب, التي صنعوا منها ألواح البدن كانت اقل تماسكا في الأوساط المنجمدة, ولم تكن قادرة على تحمل الاجهادات الخارجية, والأوزان الثقيلة عند انخفاض حرارة الماء إلى اقل من 30 درجة تحت الصفر, بمعنى إنها كانت تتحرك في محيط مائي تجاوزت فيه درجة الحرارة الدرجة الحرجة, التي تقدر بعشر درجات تحت الصفر, ولا يعلم الخبراء آنذاك إن التغير المفاجئ في مسار السفينة كان هو السبب المباشر في توليد ما يسمى بإجهادات اللّي (الالتواء), ومع سوء حالة الجو وتحول الصفائح إلى كتل معدنية هشة, وقع الانهيار في تركيبة البدن العملاق, فانتشرت الشروخ بتعجيل مذهل, وبصوت مدوٍّ يسمى (صوت الرعد المعدني Metal Bang Sounds) نتيجة فقدان المادة لخصائصها الفيزياوية.   وبناء على ما تقدم فان الغرابة في حادث غرق هذه السفينة العملاقة ليس لكونها تمثل حادثة لغرق أضخم السفن بركابها, لكن الغرابة في إيجاد تفسير منطقي لحيثيات الحادث المروع, فقد كان الاعتقاد السائد يتلخص بارتطام السفينة بجبل جليدي, نتج عنه صوت رعدي قوي أدى إلى انشطارها, وتسبب في غرقها في أقل من ثلاث ساعات, بينما تبين مؤخرا, وبعد تحديد موقعها باستخدام معدات حديثة, وتقنيات الأقمار الصناعية, إن اقرب جبل من الجبال الجليدية كان يبعد عنها قرابة ثمانية أميال بحرية, بمعنى آخر: إن سبب الغرق صار لغزا علمياً, وما أن توصل الإنسان إلى صناعة مركبة آلية قادرة على الغوص إلى أعماق المحيط, وخاضعة للسيطرة عن بعد, وقادرة على التصوير والتقاط العينات, حتى استطاع الحصول على أجزاء مختارة من بدن السفينة, خضعت للتحليل والاختبار والفحص, فاتضح بما لا يقبل الشك إن أسباب الغرق لا علاقة لها بالجبل الجليدي, وان السبب الحقيقي يكمن في حدوث تغيرات فلزية مفاجئة في معدن الصفائح الفولاذية المكونة لبدن السفينة, أفقدتها متانتها في لحظات, وكان ذلك مصحوبا بقرقعة تضاهي قرقعة البراكين الهائجة. الفيلم المعجزة قبل أن ننهي حديثنا عن (تيتانيك) في مئويتها الأولى, لابد لنا من الإشارة إلى تحول قصتها إلى مادة سينمائية, أكثر من مرة, منذ غرقها عام 1912 وحتى يومنا هذا, كان آخرها الفيلم, الذي كتب قصته وأخرجه وشارك في إنتاجه (جيمس كاميرون), فاكتسح جوائز هوليوود كلها, وحقق أرقاما قياسية في الموارد المالية, واكتسب شهرة كبيرة عن جدارة واستحقاق.  تناول الفيلم كارثة غرقها في مقبرة الأطلسي, اما أبرز أبطاله فهم الممثل (ليوناردو ديكابريو): الذي مثل شخصية (جاك دوسن), والممثلة (كيت وينسليت): التي مثلت شخصية (روز ديويت بوكاترا), وهما من طبقات اجتماعية مختلفة, وقعوا في الحب على متن السفينة في رحلتها المأساوية.  حمل الفيلم الرقم القياسي لثاني أعلى فيلم حقق ربحا على الإطلاق, وتم ترشيحه لأربعة عشر جائزة أوسكار لعام 1997, ربح منها إحدى عشرة جائزة, من بينها جائزة أفضل فيلم, وقد قام بتأليف الموسيقى التصويرية الموسيقار (جيمس هورنر), وأدت ممثلة السوبرانو النرويجية (سيسيل) الأصوات البشرية المصاحبة للموسيقى, في حين أدت المغنية (سيلين ديون) الأغنية الختامية للفيلم. اما تكاليف الفيلم فقد تجاوزت تكاليف صناعة السفينة نفسها بكثير. معارض ورحلات في المئوية التيتانية ستظل (تيتانيك) تشغل الناس وتستقطب اهتماماتهم, على الرغم من مضي قرن من الزمان على غرقها في عرض البحر, فقد قامت شركة ألمانية بإحياء الذكرى المئوية لغرقها, فنظمت رحلات بحرية سياحية إلى موقع الغرق حيث يستقر حطامها في قاع المحيط, تستغرق الرحلة (12) يوماً, وتكلف (59680) دولارا للشخص الواحد, ففي اليوم الذي انطلقت فيه سفينة (تيتانيك) من مرفأ السواحل البريطانية, انطلق بعد قرن من الزمان, وفي الموعد نفسه السفينة (بالمورال) لتحاكي تلك الرحلة الأسطورية في التوقيتات الزمنية, وفي المسارات الملاحية, وربما حملت معها أحفاد الركاب الذين قضوا في تلك الرحلة, ومن المؤمل أن يفتتح هذا اليوم المعرض المئوي الأول للسفينة (تيتانيك) في مدينة واشنطن, ويضم نماذج مصغرة للسفينة, التي صنعت لتقهر الصعاب في عرض البحر, فقهرها البحر في جولتها الأولى, وتوجها بطلة لكل الكوارث البحرية على مدى القرن الماضي, ويضم المعرض مجموعة كبيرة من اللوحات والقطع التذكارية المتباينة الأحجام والأشكال, وأطرف ما في المعرض النموذج المصغر لسفينة تحاكي (تيتانيك) صنعها شخص بريطاني يدعى (تيم) من (147) ألف عود ثقاب, وأمضى في صناعتها نحو (3500) ساعة بمقياس رسم قدره (115:1).  خصصت بعض الفضائيات العالمية وقتها كله في الأسبوع الماضي لاستعراض وشرح قصة هذه السفينة, فعرضت على شاشات التلفاز, ولأول مرة, سلسلة من الأفلام الوثائقية, اما الحدث الأكبر فهو وجود نية حقيقية لإعادة بناء السفينة من جديد, وبنفس المواصفات والخصائص والميزات القديمة, ما يعني ان تكاليف إعادة بنائها في الوقت الحاضر قد تصل إلى أضعاف قيمتها الدفترية عام 1912, وستتحمل بريطانيا أعباء التكاليف كلها من اجل تخليد هذه السفينة, التي دخلت التاريخ من بوابة المحيط الأطلسي.  حقائق مذهلة وبيانات مثيرة في الأول من تموز 1985 تمكن فريق علمي بقيادة الدكتور (روبرت بولارد) من اكتشاف حطام السفينة تيتانيك تحت عمق (13000) قدم في جوف المحيط.  يتساوى طول (تيتانيك) مع طول بناية (الامباير ستيت) تقريبا, وتستهلك يوميا (825) طنا من الفحم, و(14000) غالون من الماء العذب, وحملت على ظهرها (900) طن من البضائع, والأمتعة الشخصية, والرزم البريدية, و(3560) سترة للنجاة, و(20) قاربا للنجاة, على الرغم من إنها صممت لتحمل (48) قاربا, لكنها اختزلت العدد لإفساح المجال للركاب لرؤية البحر بصورة أفضل. لم يكن على ظهرها قطط, كمظهر من مظاهر الحظ السعيد, وكسياق شائع في ذلك الزمان للسيطرة على القوارض.  لم يكن من المفترض أن يلتحق بها هذا العدد من المسافرين, بسبب الإضراب الذي أعلنه عمال المناجم وقتذاك, وكانت كميات الفحم غير كافية, ففكرت الشركة المالكة بتعطيل الرحلة, لكنها قررت إلغاء رحلات السفر على ظهر السفينتين (أوشانك), و(أدرياتك), وتحويل الفحم الموجود فيهما إلى التيتانيك, ثم الحقوا بها ركاب السفينتين المعطلتين, فشاءت الأقدار أن يجتمع الركاب كلهم على سفينة واحدة, ويتقاسموا مصير واحد. .كان من المفترض أن تكون صفاراتها مسموعة في محيط دائرة لا يزيد قطرها على (11) ميلا بحريا, أي في حدود دائرة تبلغ مساحتها (1257) كيلومترا تقريبا, وشاءت الصدف أن تكون هذه الرقعة المائية الكبير خالية من أية سفينة قبيل غرق (تيتانيك), فغرقت ولم يسمعها أحد. . .  كانت أسعار التذاكر على متن التيتانيك, متفاوتة إلى حد بعيد, ومفصلة حسب التحديدات التالية: الدرجة الأولى (10,350) دولار, والدرجة الثانية (1,750) دولار, والدرجة الثالثة (30) دولار فقط. . اما اغرب الغرائب فهي النبوءة التي حملتها رواية كتبها الأديب البريطاني (مورغان روبرتسون) عام 1998 (بحوالي 14 سنة قبل غرق تيتانيك), والتي أطلق عليها اسم (العبث Futility), وتناول فيها قصة خيالية تدور أحداثها حول سفينة ركاب عملاقة, اسمها (تيتان Titan), ترتطم بجبل جليدي وتغرق في مياه المحيط الأطلسي في ليلة باردة من ليالي شهر ابريل (نيسان), وقال في روايته إنها صممت لتقاوم الغرق, لكنها ترنحت نحو الحضيض وتوارت تحت سطح الماء في ظروف غامضة.  المصير المحتوم للسفن العابثة كانت الأقدار بالمرصاد لسفن البحر وسفن الفضاء, وكانت تتربص دائما بالمراكب والمركبات التي حملت أسماءً تتحدى بها الخالق القدير المقتدر وتتحدى قواه الكونية الجبارة وهكذا غرقت السفينة البحرية (تيتانيك Titanic) في رحلتها الأولى, لأن اسمها يتحدى الماء والغرق, ويتحدى النار واللهب وانفجرت سفينة الفضاء (تشالنجر Challenger) في رحلتها الأولى, لأن اسمها يتحدى نواميس السماء  عرب «تايتانيك» المنسيون: 92 لبنانياً ومصري في لائحة ركاب سفينة «تايتانيك» التي غرقت في مثل هذا اليوم من العام 1912، أسماء لعرب كانوا مسافرين على متنها. لكنهم منسيون في الاعماق وبالكاد ذكرهم العالم طوال 100 عام على اسوأ كارثة مدنية عرفتها البحار. ولا نجد ما يشير اليهم اضافة الى لائحة الضحايا الذين بلغوا 1500 ضحية من اصل 2200 راكب، سوى لقطة من فيلم «تايتانيك» لمخرجه الكندي جيمس كاميرون في 1997، وفيها نسمع «يلا يلا» تقولها أم بلهجة لبنانية وهي تستعجل ابنتها للفرار من السفينة حين بدأت تغرق. ويرد زوجها مهدئا من روعها: «بس بس خليني شوفلك» وهو مرتبك يقلب صفحات في ممر في الدرجة الثالثة من السفينة. كان الزوج المسكين يبحث في صفحات كتيّب يحتوي على بيانات السفينة عن مخرج في الممر ليعبر منه هاربا مع عائلته، وبعد هذه اللقطة التي دامت 6 ثوان فقط من الفيلم الهوليودي لم نعد نسمع أو نرى ما يذكرنا بعرب «تايتانيك»، فيما استمر العالم يتذكر ضحاياها الآخرين في كل مناسبة، وذروتها أول مئوية تمر على غرقها اليوم.  وأكثر من تعرض في لبنان للخسارة بغرق «تايتانيك» هي قرية كفرمشكي في البقاع الغربي التي خسرت وحدها 13 من أبنائها في الكارثة من اصل 59 ضحية وقتها. وقال رئيس بلدية كفرمشكي خليل السيقلي ان القرية التي لا يزيد سكانها الآن على 500 نسمة «ستقيم قداسا في كنيستها غداً عن أرواح قتلاها، وستقف دقيقة صمت إجلالا لهم» وفق تعبيره. كما ستقيم قرية حردين في الشمال اللبناني الشيء نفسه أيضا حيث قال رئيس بلديتها باخوس سركيس عساف ان 11 من ابنائها فقدوا اثناء الكارثة وهم يرددون ابياتا ارتجلها احدهم على شكل زجل عندما عرفوا ان الموت في طريقه اليهم بقولهم :«ابكي ونوحي يا حردين... عالشباب الغرقانين، غرق منك حدعشر شاب... بسن الخمسة وعشرين». وروت الكاتبة الأميركية السورية الأصل ليلى سلوم الياس نقلاً عن ناجين رؤوا ما حدث لذويهم في ما بعد، أن عددا من اللبنانيين تم قتلهم بالرصاص لعدم انصياعهم لأوامر حرس السفينة، وقالت إن السبب الرئيسي في مقتل أحدهم كان لأنه حاول الوصول الى قارب نجاة ليحتل مكانا فيه كان يسعى إليه آخر من ركاب الدرجة الأولى. على متن السفينة كان العشرات من المسافرين العرب، وهم 92 لبنانياً ومصري واحد ممن وردت اسماؤهم في اللائحة الرسمية للركاب الذين لا يوجد إلى الآن تصنيف لهم بحسب الجنسيات، حتى ولو في «إنسكلوبيديا تايتانيكا» وهي الأدق والأغنى بالمعلومات عن السفينة لأن بعض الأسماء تمت ترجمتها كما يبدو، فمن كان اسمه يوسف أصبح جوزف، وبطرس أصبح بيتر. أما عن «لبنانية» الركاب، فدليلها أنهم كانوا من سكان مدن وقرى موجودة في لبنان حاليا، وليس لأن وثائق سفرهم كانت لبنانية، انما عثمانية تشير الى أنهم من سوريا كمنطقة جغرافية تشمل سوريا ولبنان وفلسطين والأردن ذلك الوقت، لا سوريا الدولة الحالية. ولعل الدليل السياحي المصري حمد حسب الله الذي نجا من السفينة هو أشهر مسافر عربي في «تايتانيك» لانه كان برفقة أحد مشاهير اميركا الملياردير هنري سليبر هاربر وزوجته اللذين دعوا حسب الله ليرافقهما في الرحلة على «تايتانيك» واشترى له تذكرة بالدرجة الأولى. ونجا هاربر وميرا وحسب الله لأنهم كانوا أول من هرع الى موقع زوارق النجاة، والدليل أن المركب الذي أقلهم هو الرقم 3 من بين 20 زورقا كانت في السفينة، وكان من المفترض عدم السماح لهاربر ولحسب الله بركوبه، لأن الأوامر كانت بنجدة النساء والأطفال أولا. وحظ اللبنانيين مضى الى الأسوأ ذلك العام، فأول المتوفين من جميع من نجوا من كارثة «تايتانيك» البالغ عددهم 35 لبنانياً كانت الطفلة مريم نكد التي توفيت في 30 تموز 1912 بداء السحايا. بعدها بأقل من أسبوعين، أي في 12 آب ذلك العام، توفيت الثانية ممن نجوا: اللبنانية يوجينيا بعقليني.


  اتصل بنا روابط سريعة
 
برمجة و تصميم eSite - 2013
للإتصال بنا عن طريق البريد الإلكتروني : info@almustakbalpaper.net
الرئــــــــيسية سياسي
محلي عربي دولي
اقتصادي ملفات
تحقيقات اسبوعية
فنون ثقافية
رياضة الأخيرة