سيأتي اليوم الذي يصحو فيه المسلمون السياسيون ,ويدركوا بهلع عما الحقوه بالاسلام ورموزه من اهانة وتشويه ,,ويوقنوا انه لا امة طلع فيها من يمتهن اعلامها وامثولاتها ومقدساتها كالامة العربية ,عبر ساستها من عشاق السلطة ...هؤلاء الذين سخروا المقدس خادما ذليلا يهرع لمساندتهم ,وتبرير اهواءهم ونزواتهم ..والشهادة لهم بالطهارة والشرعية ..وترويج جهالاتهم وتصريف ضغائنهم ...وقدموا للبشرية صورة قبيحة عن الاسلام العظيم طفحت على فضائيات تسخر وتتهكم عليه ..وتدعو لمقارنة غلظته وقسوته وتقاتل سياسييه على المناصب ,لا التسابق والتباري لتجميل الحياة ووضع بصمة الدين والمذهب والاعتقاد عليها لتكون دعوة حية للبشر لامتثالها وتقليدها والالتحاق بها ...وبما يعزز القول الشائع من ان الاستبداد شرقيا ..وربما القصد انه اسلاميا ..وكان مونتسكيوقدافصح وقرن الدكتاتوريات والاستبداد بالاسلام ...وما ذاك الا لاحتماء الطغاة وتحصنهم بالاسلام واستخدامه قناعا للعبور الى السلطة ...ولان عشاق السلطة من هذه الشاكلة محدودو الذكاء والنباهة فانهم لا يلتفتون ولا يخطر لهم انهم يسيئون الى الدين ويمتهنونه ويثيرون نفور وامتعاض غير المسلمين منه (يقال عن ردود فعل خطيرة لمسلمين قد تتكشف في اية لحظة) فالانسان في نهاية المطاف لا يرى العقائد والاديان الا من خلال سلوك وتصرف ووقائع على الارض ...وان المراقب الاوربي لبلدان المسلمين ,مثلا , يحكم بما يراه ويسمعه ويعيشه من سياسيي وقته ولا يعنيه ان يبحث ويرجع الى صدرالاسلامويقرأعن زهد وورع رموزه ..والذين يرون ان الدنيا ومضة سعيدة لعمل الخير ,والا فهي شعرة مجذوم في است خنزير ...ويدرك تشويه سياسي اليوم لهذا الدين ...
الاسلام ليس ما نراه ...الاسلام الذي يوصي ويفرض الذبح الرحيم للحيوان ..ويخشى على الجار من رائحة الشواء ,ويلعن من يؤذي ذميا ..الاسلام الذي يتضاعف الثواب فيه بتقارب وتوادد ووحدة الجماعة ..وكل اركانه تنهض على روح العائلة الامة ,,العائلة المسلمة ..والعائلة الانسانية ...ولذا فما نراه ليس الاسلام .. ولا نظنه سيشكل دعوة للبشرية لامتثال تجربته والسعي للحلم في اجواءه ورحابه وبلدانه ...على العكس فالمسلمون هم الذين يتطلعون للفرار من المتاجرين بالاسلام وقد يواجهون الاهوال ويكونوا طعما لاسماك القرش للنجاة من الطغاة والمستبدين (المتقين ).
الرأي الخطير ان هناك عالم عرف الحياة ويريد ان يعيشها ..وان يسبر اغوارها واسرارها وممكناتها ...وبذات الوقت يعتقد ان لا مكان بعد للاغبياء وللمتخلفين ..وليتركوا يقتلوا انفسهم بانفسهم ..وليكونوا دمى بانامل الاذكياء ..والسياسي المسلم لا يدري ان مكان الدين القلب وان التقاء القلب وثمرة الدين الاخلاقية مع السياسة ستستعجل الجنة وتقيمها على الارض ..وهذا مايجهله جهلاء الدين والسياسة.
|