على مذهب سقراط : نرى الإنسان عندما يتكلم ,,وقد انبثق من ذلك البالغ البساطة والمظهر رجل بالغ الأخلاق والتهذيب وثراء الشخصية ..وتقلد وظائف ومناصب مختلفة ومنها علمية ..عمادة كلية صيدلة ...ويحمل شهادة الدكتوراه ..كان ممتلئ الإيمان بعراقيته ولا يقدم هوية عليها ..فهي تحتوي وتتضمن كل الهويات والانتماءات الأخرى ...وإلا فقد وخسر ذاته وارتد الى التوحش وعاد الى الغابة ..ولم يظفر الإنسان بإنسانيته الا حين ضمه المجتمع والوطن ..وربما كانت سعة الروح بسعة الوطن ..وربما تبلغ مجدها عندما تظم كل الإنسانية عبر التمدن والتحضر والوطن بقلب رحب...
ولكن هذا الذي يبيع البراغي والواشرات ,والأدوات الاحتياطية للأجهزة المنزلية لا يقل أشعاعا وسطوعا وغزارة ..فكل ما فيه دعوة للاحتفاء بالحياة والبشر ومضاعفة الإحساس بها بقدر صانعيها ....ربما يهفو لإلحاق مجتمعه وناسه بثلثي البشرية المتدينة بدين المحبة والتسامح والغفران..فالحياة برهة ومسرعة ,يلزم اللحاق بها وتمديد وقتها وعمرها بعدد من نحبهم ونشاطرهم العيش ...وبعد فهذا الغانم للفردوس يحمل شهادة عليا ولكنه يفضل الاستمرار في بيع البراغي والعمل مع الناس الذين عرفهم وتواشج معهم ..مع يقينه انه سيحب زملاء الجامعة والوظيفة ولكنه سعيد ان يبقى ما دام يشعر بكيانه وبعراقيته ,,خصوصا في هذا الوقت المسعور بالأنذال وعديمي الوفاء ومن ارتدوا أقنعة التنك على وجوههم الأكثر صلادة وفضاضة من التنك ...وباختصار انه يحوز على عراقيته وعلى إنسانيته وعلى اضويته في هذا الدكان القديم المعتموان قلبه وعقله قد انفتح للعراق عبر توفير حاجات العراقي البسيطة ...وماذا يبغي الإنسان اكثر من هذا ,وفي وقت ينزف فيه البلد وتتهدد وحدته وهويته ...وينسطل فيه المواطن امام طروحات وشعارات الساسة ....
وأرجو بحق المسيح ان يديم عشقي لوطني ,وان يحفظه وساما للإنسانية ....
سائق الكيا يرشد رواد طريقه كأنهم ينتمون لعائلة ,ويؤدي معهم الواجب والوفاء وألفة الوجوه ,,ثم يعلق في شطر من الطريق جوابا على المنتدى الذي تشكل حول إحداث الساعة وقلق العراقي على عراقه قائلا ان بين السياسيين من هو (محصور)ومختنق ويلوب لافراغ عدوانه ,وتلبية مناسيبه المرتفعة من الشر ووجد في الطائفية مبتغاة واداة تصريفه ..والا كره طائفته ,وصولا الى كراهية نفسه ..ولا يرتاح ولا يصحو قبل ان يرى العراقي يقتل نفسه في اشنع وابشع انواع الحروب ....فالسائق بوعي حاد ووطنية عالية ..وانه يحلل ويستنتج ويشارك مواطنيه هومهم بود باهر ....
ثم اين كان من هذا الذي ظن انه عرفه وتخصص به ؟ لقد تفاجأ بشطرمن حاته عماده النضال الشرس والمكابدات والسجون ..لماذا لم تخبرني بها ؟؟وانها كانت مع شهقة الشباب ..ومع ذلك لم يكن في منصب ..ولا بوظيفة متميزة ,ولا بتقاعد معقول ؟؟يقول ان النضال الذي يطلب الثمن خارج الذي يطل ويطلع من وجوه وحياة الناس لهو عمل قذر ....
|