نفترض ان السيد المالكي يقرأ ويكتب... يقرأ الصحف ومتاعب الناس ..ويكتب بحلها ومعالجتها.. ونتصوره وقد تدفقت اليه صورة العراق حرة طليقة صادقة بعد صلاة الفجر, مع تقارير العيون, بمواصفات الإمام.. وينهمك ويتعبد في مسح الهموم والأحزان عن رعيته , بدءا بخصومه (والقائد الحق والانسان الكبير والتقي الصادق بلا أعداء, بلا كراهية, بلا انحياز لغير العدل ولكسب رضى الله برضى الناس )...بل ..نفترض أننا نعرض يوم العراقي لكل من يرغب ان يرى ويعرف, ولا يطمر رأسه بالرمال ,لكي يواجه الشمس ويحدق بحقيقة رأيناها. حيث يبدأ يوم ذلك العراقي متأخرا بسبب عدم قدرته على النوم بسبب التشغيل المبكر لمولدة جاره الثري الصاخبة (ومن المسؤول عن المدينة لكي يطالب الثري ان ينفق ملاليم لوضع الكاتم على المحروسة المولدة ؟؟؟)
ويخرج على طرق باب داره... انه محصل الكهرباء... ويحمل قائمة ويطالب بالديون ...ولكن دفعنا القائمة وديونها لمرتين سابقتين ..؟؟؟ وتلوح المساومة.. بإجراءات بسيطة وتنخفض القائمة وتتغير قراءات العداد ...انه الفساد يطرق باب الدار.
ويصعد سيارة (الكيا) ومعاناة الطريق اليومية.. السيارات لا تزحف.. السيارات تطفئ محركها.. ويغدو الوقت وقت مقابر حيث يتفرد العراقي بهذا البطء وحرق الأعصاب , وسماع أنين ونواح الركاب الذين فاض بهم وصاروا يبحثون عمن يسمعهم ويشاركهم في أحزانهم ...ويسمع معها هذا الذي تداوله وتقاذفه مصلحو السيارات وأصحاب محال الأدوات الاحتياطية وتسببوا في خسارته ما يكفي لشراء سيارة اخرى ..هل من يردع المحتالين والغشاشين في هذه الأمكنة.. في حين يسرحون ويمرحون في الأمكنة الرسمية؟ وهل, بعد, هناك من يتقدم بشكوى على محتالي الشارع, وفيه من يفرض (الاتاوة) او الدلالة وأجرة الوقوف وما الى هناك من تسميات ....؟؟؟ وفي الشارع ذاته قد يتقصد (الشقي) ويدعم سيارة محترمة واعدة ..لكي يفرض (التعويض )والا ....
وتخلع هذه المسنة طقم أسنانها الذي باعت لشرائه ذخيرتها الذهبية.. ومع ذلك فيه عيب ....
هموم ومتاعب العراقي قائمة وتسري مع الوقت ولحظاته.. ولم يطلع من يشعره بأنه متفهم لها ومتعاطف مع المواطن ..على العكس... لا يصل للمواطن غير الإغراق في الامتيازات والنعم ...والترف.. والمزيد من أخبار السرقات والتزويرات ..وبلا ادنى حياء ..بل وفيهم من يلوح او يذكر او يتباهى بتقواه وضرورة ان يحسب نعيم العراقي على هذه التقوى التي وجدت اخبرا كامل حريتها للتجسد ..
اغلب الظن ان السبب الأكبر في افساد وتعكير يوم العراقي هو في انعدام الكفاءة, وفي توفر مناخان الفساد ..مع تخدير للضمائر بمورفين المزاعم الدينية ...
المسؤول بلا وقت للقراءة والكتابة ومتابعة شؤون الناس ومعالجتها ...في حين أن المسؤول في مكانه المناسب والماليء لمنصبه يعرف كيف يتحكم بالوقت ,وكيف يتضاعف هو ذاته ليساوي امة ,,يساوي عدد كل من تولى مسؤوليتهم ...يتضاعف بانتباهه ,بعدد مستشاريه وخبرائه ومعاونيه من ذوي الصدق والأمانة والوفاء والكفاءة, ولا يكون في الوقت ذاته ألعوبة بايديهم...وسجينا بين جدرانهم.. وان من يخاف الله ويتطلع لرضى رموزه والوفاء لرسالته ولا يستطيع ان ينهض بوظيفته السياسية والأخلاقية والدينية ..عليه ان يعتذر وينسحب ويبرئ رموزه مما في يوم العراقي.
|