صحفي معروف يثقله الامتنان للإدارة الجديدة لصحيفته ..ويكاد يهذي بما حل من خير وبركة على العاملين ,حتى ارتفع دخل المعين والبواب وابسط العاملين إلى ما يفوق راتب الطبيب ..فالإدارة الجديدة أزالت الغبار عن كل القرارات السابقة وفعلتها وأخذت بها ونفذتها ,بعد أن عطلها اللؤماء ومن يضيرهم خير الآخرين ..لقد أغدق على العاملين ووجد الصحفي نفسه وقيمته ومعناه مع الإدارة الجديدة ...مع توجيهات ثمينة للاطلاع على المنجز الثقافي والصحفي العالمي ...
يبرهن هذا الصحفي على نياته الطيبة والصادقة بأنه لم يلتق ..وحتى اللحظة برئيس التحرير الجديد ..ولا تعارف بينهما ....ماذا بعد ؟
هذه الإدارة استدركت وصوبت وأصلحت كل أخطاء وهفوات الماضي ..فالمسؤول الجيد والكفء والجدير بالخلق والبناء لا يخشى ولا يتردد عن مواجهة الماضي وتولي المسؤولية عنه كما لو كان هو من اقترف الأخطاء والهفوات ..وان الإدارة الجديدة قد فعلت ووصلت بعامليها إلى الرضى وغبط أنفسهم على حظوظهم بالإدارة ...
هذا جيد ..وماذا بعد ؟لحد الآن فانه النهج السائد :اقتناص المزيد من المنافع والامتيازات ولكن ليس للمواطن ..وهنا ليس للمنهج الديمقراطي,ولتطوير الأداء والارتقاء برسالته وفلسفته وكسب ثقة المواطن ..فالصحيفة المعنية تصرخ بأنها جريدة حكومة لا جريدة دولة ....وإذا كان من حق مختلف الجهات والعناوين أن تصدر صحفا وتقيم فضائيات وان تروج لأفكارها ووجهات نظرها ولمناهجها ورؤاها ,إلا إنها لا تضيق بالرأي الآخر ولا تمنعه ..وتترك للحقيقة فرصتها للتعبير والتباري ..في حين لم تلتفت ,ولحد الآن ,هذه الجريدة إلى نشاز صوتها الحكومي ...فهل هذا ضمن المنهج القادم ؟؟
لا لغز في الأمر ,إنها جريدة الصباح وعموم شبكة الإعلام والتي هي حق عام ومؤسسة تعود للدولة لا للحكومة ..والى أن تعود إلى العراق كان المؤمل أن تذر الرماد في العيون وتضيف إلى امتيازات ومنافع ومستويات الإعلاميين والصحفيين..أن تضيف ما يؤكد ملكيتها ورسالتها العامة وان تؤطر أسماء كتابها بالهوى العراقي ...وان تجعل القارئ يلتقط المفيد والراقي والخصب دون أن يتذكر ويأسف بأنه في ساحة فيها الغث والسمين ...وان إعلام الأحزاب والأطراف المختلفة بدت أكثر ثقة وهي تفسح للرأي الذي يناقضها ..في حين لم تهيء الثروات للإعلام الحكومي غير المصادقة والانخراط في الطريق المعروف لكل عراقي خارج السلطة بان هناك من يرى الانجاز والتقدم هو بما يدخل في جيبه وبمقدار ما يتقدم ذاتيا ..فهو مركز الوطن ..بل ومركز الكون ,وبحياته يحيا الوطن والوجود ,وبموته يموت الوطن والوجود مع الفلسفة الوجودية ..أما التقوى والخشوع والبكاء فذاك شأن آخر ...للمتاجرة ... |