انتشر وشاع وعم رقص أهل البيت على نقر دف الملفات وأدلة الاتهام والمستمسكات، و..ادفع وإلا كشفتك، أعطني واسكت...وإنها لغة تفشت في مختلف المرافق والمفاصل ومواضع النفع، في المصالح والأعمال والصفقات والمقاولات، في الغايات المالية والتوظيفية والمواقع المؤثرة، في زوايا لا تخطر على بال البسطاء، ونخشى ذكر أمثلة لها لعدم الرغبة في الاقتراب من حشود الكلاب المسعورة، وليأخذ كل محترف للتهديد والابتزاز ومن بيده سلاح للتهديد, ليأخذ على نفسه وليظن انه المقصود في الرقص على إيقاع دف الملفات (واللزمات) والتهديد.
تصاعد النقر واتسع الرقص ودخلت اللعبة في باب الاعتياد والروتين، وكما لم يعد العراقي ليستغرب من أخبار المفخخات والانفجارات والمداهمات والكواتم فانه لم يعد يستغرب أخبار ووقائع المساومات، وبات هناك من يهدد الآخر (بالكشف) وان كان لا يملك أدلة ووسائل تهديد فعلية، فالمقابل لا يخلو من سر فاسد ومن مستور مخيف، وان ما عزز وأشاع ورسخ هذه الممارسة إنها بلا عواقب غير النفع، فاكبر حجم للفساد المالي والإداري يستوجب ويفترض أن تقوم اكبر المحاكم والمحاكمات في العالم وان تكون الأخبار اليومية الأولى هي التي تتعلق بالفاسدين والمفسدين، في حين تبدو السياسة هي طمس وتهميش إجراءات المتابعة والتعقيب، والحق، ربما ليست سياسة مقصودة بجعل المواطن ينسى هذه الوقائع بقد ما هو نتاج بنية ومظهر واقع رسمي سائد، وان المليارات قد نسيت وصفا عليها الماء، والتعيينات لا تعكرها الفضائح، والعمولات والحصص هنا وهناك ماضية ولا يزعجها نبح الكلاب واحتجاجات البؤساء... الخ، واخذ المسؤولون بعناوينهم المختلفة يسمون الأشياء والوقائع بأسمائها بلا أدنى مراعاة للياقة المعروفة في الدول، وبما أتاح حتى للمتجني وللساخط وللمغرض أن يتقول ويفتري ويخرب، فهو, وكما يبدو, محقا وانه أينما يرمي حجره يقع على فساد، والاهم هو هذا التبلد الغريب والعجيب إزاءه, وعدم رؤيته، على العكس، هناك من عمم الجنة التي يعيشها على كل العراق,, ولذا يرى العراق كله يرقص ولكن لا على إيقاع نقر الدف. |