هناك, في أوروبا وأمريكا, من يعتقد بأن العرب مصابون بنقص ولادي في رؤية الحقيقة، أنهم لا يخافونها بل لا يرونها أصلا لكي يخافوها, وربما هذا السبب ما جعلهم يعبدون الأصنام والأوثان..و فيهم من استمر على نحو ما لا يقدر ولا يبجل ما يراه وما يتجسد في حياة إمامه.. مثلما يقدر ويبجل الغامض والبعيد والمخيف ... وهاهم قادة عرب لا يرون ما خلقوه من جحيم لشعوبهم فيدعون العالم للاقتداء بهم وامتثال عبقريتهم لإقامة وتوفير النعيم والديمقراطية للفرنسي والسويدي ....وإنهم بدعوتهم تلك صادقون لأنهم لا يرون الواقع والحقيقة وما متحقق خارج أجسادهم.
الشعوب بدورها كليلة النظر ولا تفطن إلى أنها تختار بنفسها جلاديها وقتلتها, وهي تواصل شتمهم ولعنهم.. والتي تقتل رجالها ومبدعيها وتبكي عليهم... أي... أن العرب ضحايا تكوينهم الذي يفتقد إلى حاسة إدراك الحقيقة والى الإيمان بالحوار طريقا للتوصل للحقيقة, على أن يكون هناك افتراض واحتمال أن تكون الحقيقة لدى الخصم.
ها هم العرب يتظاهرون ويحتجون ويسخطون ويقتلون حمية للإسلام وضد عرض فيلم يسيء لديننا الحنيف.. ولا ينتبهون ولا يفطنون ولا يعترفون بأن بين المسلمين من أوغل في الإساءة للإسلام أكثر بكثير من إساءة هذا الفيلم... بل إن إساءاتهم عملية وبممارسة موثقة وليس بعمل فني.
يردد الأوربي أن الشجرة تعرف بثمارها.. والثمار المتدلية باسم الإسلام بتكوين ومذاق مكتظ بالسموم والكراهية والعدوان وضروب القسوة ومن شأنها أن تقدم نموذجا سيئا للدين, وباتت تلك المجتمعات تقرن الإرهاب والهمجية بالإسلام وبات الألماني ينتبه ويحذر إن كان جاره عربيا مسلما... فإذا كان المسلم ذاته لا يأمن المسلم الآخر إذا كان من طائفة أخرى, فكيف له هو أن يأمن منه؟؟؟ وهل تشهد الأرض عنفا كالذي بين العرب والمسلمين؟؟؟ وأي عيب في تنامي الدعوة الأوربية في ابعادهم عن ديارهم؟؟
أنهم, العرب, أمة تتوحد في عدو مشترك .. إذا لم تجده خارجها ابتكرته من داخلها.. وليس من شأنها أن تتوحد بالمحبة واحترام الحياة وكل الحياة... وإلا ما قتل المتظاهرون السفير وغيره ولأثبتوا للعالم أن الإسلام سلام وحضارة وتبجيل للحياة الإنسانية... ولا تزر وازرة وزر أخرى ... وان الإسلام سبق الوجودية وكل الفلسفات الإنسانية في أن يكون المسلم مسؤولا عن كل الحياة الإنسانية بكل أفعاله وتصرفاته.
مراجعة شجاعة ويعرف المسلم أن بين المسلمين من هو الأكثر والأسبق في الإساءة إلى الإسلام..من فيلم لا يمسك بمثقب أو سيف أو مفخخة... ومن يضع تحت قدمه كل ما يرفعه للوصول إلى المنصب. |