نقترح على المعارضة العراقية, بكل فصائلها وصنوفها وتسمياتها.. ومن حملة البندقية, إلى حملة القلم.. ندعوها لصيغة مبتكرة ومتحضرة وفعالة ,تتلخص بتنظيم جولات سياحية لكل مواطن في وسط العراق وجنوبه إلى منطقة كردستان .. ليرى على الواقع ما الذي حدث وتغير وتطور في شمالنا الحبيب... وانه مقترح سيلدغ كل سياسي لص.. وقد يقفز في الهواء محتجا وصارخا بأنه مقترح خبيث وقاتل ويلزم شجبه ورفضه وتشويهه بأنه من المؤامرة ومن أجندات أجنبية ...ويوهم البسطاء ممن لا يدرون أن ثلاث أرباع موارد هذا البناء والتعمير أنما من السرقة ...وان هناك من نهب السيارات بل وفكك بعض المصانع العراق ونقلها إلى هناك ...ثم ...اين معدات الجيش السابق الهائلة ,خامس جيوش العالم؟؟ أنها هناك ...وما هذا البناء والازدهار الاقتصادي والمشاريع العملاقة إلا نتيجة الاستثمار الأجنبي, لا بفكرهم وجدارتهم.. هكذا قد يقول الملدوغ بالمقترح.. فيرد الخبيث ويكيد القائل الملدوغ بان سرقة من اجل البيت والعائلة والبلد وان كانت مدانة ومعيبة ولكنها أفضل من السرقة الأخرى ....الخ.
اربيل متوهجة, طافحة بالعمل والحياة وتحتاج كل أسبوع إلى من يتعرف عليها مجددا... ففي كل وقت هناك عمل وإضافة وإبداع ...مع سر أو معجزة ...ان هذا العمل يجري تحت طاقية الإخفاء ...يجري بلا ضجة ولا صخب.
سألوا رابعة العدوية أن كانت تكره الشيطان قالت لا.. فقلبها ممتلئ بنور ومحبة الله ولا مكان فيه لأية كراهية ..وتبدو كردستان ممتلئة وطافحة بالنور والتفاؤل والعمل الخلاق..وعندما تخطر لها الوساوس تعمد إلى الصفح والتسامح واستئناف شغفها في بناء نفسها.. فكانت مدن جديدة, حديثة, مغمورة بالرضا والضوء والأمل والإيمان... وكان مواطنها يعدي سواه بالسلاسة والطمأنينة وحسن النية , وهذه ليست حال بغداد ..حالها قياسا للمرشحة عاصمة للسياحة .اربيل ...تثير أسى وغضب من يتوفر على لمسة أو اثر لغيرة وضمير وشعور ...والأكيد أن لا شاهد اقوى واكبر من هذه المقارنة وعلى حجم الفساد ومقدار الثروات المنهوبة وعلى نوع الكفاءات ومعدن بعض السياسيين... وهذا ما تعجز فعله وتحقيقه كل صيغ وأساليب المعارضة المعروفة.
حسنوا النيات لا يرتابون بالآخرين... ولا أكثر من ريبة سياسيين كثيرين ببعضهم البعض ...ولا سوء بلا كراهية ...ولا أكثر ولا أوضح من أعراض الكراهية في عمليتنا السياسية، وليتقدم من يذكر حالة كراهية واحدة على مدى التأريخ استطاعت أن تبني كوخا آمنا.. وفي كردستان حسن نية وحكمة تدرك أن الأوطان لا تبنى بغير الأيدي والقلوب النظيفة ....والبقية ضحك على الذقون. |