العدد 872 - 0014-12-25
  من نحن ؟ اتصل بنا الصفحة الرئيسية
الاخ العبادي.. هل سمعت بمنطقة الحسينية؟!    لجنة التحقيق: البيشمركة وسياسيون وقادة وراء سقوط الموصل    خيانة عظمى.. تأجيل التعويضات الكويتية «سنة» مقابل خنق ميناء الفاو    اليوم.. العبادي في تركيا لبحث ملفي مكافحة الإرهاب والنفط    معصوم ينتظر «الـوقـت الـمـنـاسـب» لزيارة إيران    محافظ الديوانية: مدينتنا متواضعة بالاقتصاد ومتقدمة بالأمن    التربية: لا وجود لدرجات وظيفية بسبب «التقشف»    المرجعيـة تـدعـو لإيجـاد سبـل لمحـاربـة «الـفـتـن» وتـحـذر: الـعـراق مـهـدد    الجبوري يستقبل رئيس وأعضاء مجلس مفوضية الانتخابات    المباني تنفذ مشاريع بأكثر من ترليون دينار في قطاعي المباني والخدمات    زيادة رواتب الحماية الاجتماعية العام المقبل    «الفرقة الذهبية» تصول على «داعش» في حدود الموصل ومقاتلوها على مشارف «الكسك»    «داعش» يستهدف «البغدادي» بــ «الكلور».. ووزير الدفاع يتوعد: سنسترد الأراضي المغتصبة    المسيحيون يلغون احتفالاتهم تضامنا مع الشهداء والنازحين.. والعبادي: انتم أصلاء    المستقبل العراقي .. تكشف اسباب عدم تسليم العراق طائرات الـ «F-16»    «داعش» يسقط طائرة حربية اردنية ويأسر قائدها في الرقة    انقرة متورطة.. جنود أتراك يتحدثون مع مقاتلين «داعشيين»    تسلق واسترخاء في جبال اليابان المقدسة    الأسـواق .. حكمـة الحشـود تزيح جنـون الغـوغـاء    الإنــتـاجـيـة تـحـدد آفـاق بـريـطـانـيـا الاقـتـصـاديــة    
 

إحصائيات الموقع
الزوار المتواجدون حالياً : {VISNOW}
عدد زيارات للموقع : {MOREVIIS}


حالة الطقس
غير متوفر الطقس حاليا

البحث
البحث داخل الأخبار

الأرشيف


مقالات

إستفتاء

كيف ترى مستقبل العملية السياسية في العراق






رمضان في كوكب عطارد
كتبت بتاريخ : 2012-07-23
ستقترب البصرة في شهر رمضان من الخطوط الساخنة لكوكب عطارد, أقرب الكواكب لكرة الشمس, لتسجل رقما كونيا في المقياس المئوي قد يزيد على (55) درجة في الظل, ففي الواحدة بعد الظهر من كل يوم تنصهر البصرة وتتمدد بصمت, فتنخلع من سرّة الأرض لتذوب في أفران عطارد, فتشتعل النيران في أزقة (العشّار), و(البراضعية), و(التميمية), و(التحسينية), و(الخندق), وتتساقط ضواحيها البعيدة من شدة العطش والجفاف, ويغمى عليها خلف جدران الصمت القاتل, حيث تتلاشى ظلال البيوت الخاوية, التي يطويها الشقاء والخمول والإرهاق, ويسترها الصفيح الساخن, وتغلفها الأسمال البالية.    في رمضان يتنفس الموت وحده في منعطفات أزقة (مهيجران) الترابية الموحشة, تتفجر براكين تموز في فضاءات (أبي الخصيب) وساحات (التنومة), فتنفتح نوافذ (باب الهوى), و(باب طويل), و(باب سليمان) لدوامات رياح السموم المنبعثة من أفران قرص الشمس المتوقدة بالحمم.  فيتعكر مزاج الناس المتصدع من قرف الصيف الملتهب.  في رمضان تغلي عروقهم المشوية بمراجل الغضب, فيحتشدون على ضفاف شط العرب, بعد أن حصحصت موجات الحر, حتى تحمصت وجوه الناس, واختفت العدالة المناخية من أجندة محطات الطاقة الكهربائية التي فقدت وطنيتها. تتوقف حركة المرور في الواحدة ظهراَ, وتتعطل النشاطات الإنسانية كافة, وتصاب البصرة بشلل تام, تختفي مظاهر الحياة من الشوارع والساحات في المدن والأحياء الفقيرة. فلا تسمع لهم صوتا, إلا ضجيج المولدات وصخبها المدوي, واهتزازاتها التي ربما كانت هي السبب في تصدع طبقة الأوزون, وتشقق قشرة الأرض بين (الفاو) و(الزبير).    تتوالى ضربات الشمس على وجوه الأطفال, تتفشى حمى الإعياء الحراري بين النساء والشيوخ, يتفجر النزيف الأنفي, تظهر على الناس ملامح الإجهاد القلبي, ترتفع حرارة أجسامهم, تتزايد سرعات تنفسهم ونبضهم, فتضطرب عندهم الرؤية وينخفض ضغط الدم.  تتعامد أشعة الشمس فوق مراسي الفاو, فيصب العرق من مسامات أرصفتها المهجورة, فتتعرق سواحلها بلون الحناء, وتتبخر برائحة الممرات الملاحية المغتصبة, يتلاشى بريق أصداف المرجان بجوار جزيرة (حجام) المصابة بذات الرئة, يتسلق الصدأ إلى قمم فنارات شط العرب, تتمزق أشرعة السفن المتعبة, تتصاعد زفرات البحارة, فتتعالى صيحاتهم لتملئ تجاويف الفراغ السياسي الذي شاب له (رأس البيشة) وصار أكثر توترا وسخونة.   يتزايد تركيز الأشعة فوق البنفسجية في مثل هذه الساعة, وتتخطى درجات الحرارة حاجز القراءات المتوقعة في مقاييس الأنواء الجوية, فتقفز  إلى 55 درجة مئوية في الظل, فيطفو القلق والتوتر والعصبية والنرفزة فوق سطح المدينة المشتعلة بنيران القيظ اللافح, تتزايد معدلات التصرفات العدوانية المتمثلة بالتصادم والشجار في الأسواق والمقاهي, ولم يجد البصريون بُدّا من صب جام غضبهم على السياسيين بكافة مشاربهم, ولم يترددوا في نعتهم بأغلظ العبارات, واتهامهم بأنهم يعيشون في نعيم الأجواء المتكندشة, ولا يفكرون إلا في راحتهم الشخصية, دون مراعاة لأبسط حقوق المواطنين. فيتزايد حنق الناس على شبكة الكهرباء الوطنية, التي فقدت وطنيتها منذ زمن بعيد. . منذ زمن بعيد. . مع الأسف الشديد.  وكل رمضان وانتم صابرون, وانتم صائمون, وانتم فائزون, وكل رمضان وهلاله يأتينا بكهرباء تعيننا على مواجهة الحر ومقارعة العطش, وكل رمضان ينكفئ فيه حصاد المفخخات, وتتعثر ماكينته.   هلالُ خيرٍ عليكم يا أهل العراق يجعلكم واعين لحركة الصراع مع تجار الموت وسماسرة الضحك على الجراحات, التي تشخب دماً عبيطاً يمتزج مع ذرات التراب المتوهج بالألم, هلالُ سلمٍ وأمانٍ من الجوع والفقر والغفلة والضياع, الذي ينشره المجرمون في الأرجاء.  والله يستر من الجايات


  اتصل بنا روابط سريعة
 
برمجة و تصميم eSite - 2013
للإتصال بنا عن طريق البريد الإلكتروني : info@almustakbalpaper.net
الرئــــــــيسية سياسي
محلي عربي دولي
اقتصادي ملفات
تحقيقات اسبوعية
فنون ثقافية
رياضة الأخيرة