تناقلت الصحافة العربية والأجنبية نص الرسالة المخجلة, التي بعثتها القاهرة إلى حكومة تل أبيب, ونشرت نسختها الأصلية كخبر طريف يبعث على السخرية والتندر, كانت الصحيفة الإسرائيلية العتيقة (The time of Israel) أول من نشرها على الملأ.
رسالة كُتبت بالخط الديواني الفاخر, بعثها الرئيس المصري محمد مرسي إلى رئيس الكيان الصهيوني (شمعون بيريز), في التاسع عشر من تموز (يوليو) الماضي بمناسبة تعيين (عاطف سالم) سفيرا لمصر في تل أبيب, استهلها بعبارة مذلة من مفردات العصور الغابرة, ( صديقي العظيم), اختتمها بعبارة (صديقك الوفي).
حملت الرسالة تواقيع كل من وزير الخارجية محمد كامل عمرو, ورئيس ديوان الرئاسة, وسلمها السفير المصري الجديد (عاطف سالم) إلى بيريز عند تسليم أوراقه الرسمية في استقبال بروتوكولي بارد غاب فيه العلم المصري عن مراسيم التسليم. وهذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
محمد مرسي رئيس الجمهورية
صاحب الفخامة السيد شمعون بيريز رئيس إسرائيل
عزيزي وصديقي العظيم..
لما لي من شديد الرغبة في أن أطور علاقات المحبة, التي تربط لحسن الحظ بلدينا, قد اخترت السيد السفير عاطف محمد سالم سيد الأهل, ليكون سفيراً فوق العادة, ومفوضا من قبلي لدى فخامتكم, وإن ما خبرته من إخلاصه وهمته, وما رأيته من مقدرته في المناصب العليا التي تقلدها, مما يجعل لي وطيد الرجاء في أن يكون النجاح نصيبه في تأدية المهمة التي عهدت إليه فيها.
ولاعتمادي على غيرته, وعلى ما سيبذله من صادق الجهد, ليكون أهل لعطف فخامتكم وحسن تقديرها, أرجو من فخامتكم أن تتفضلوا فتحوطوه بتأييدكم, وتولوه رعايتكم, وتتلقوا منه القبول وتمام الثقة, ما يبلغه إليكمw من جانبي, ولا سيما إن كان لي الشرف أن أعرب لفخامتكم عما أتمناه لشخصكم من السعادة, ولبلادكم من الرغد.
صديقك الوفي
محمد مرسي
نشرت الرسالة صحف (الأهرام), و(المصري), و(اليوم) المصرية, ونشرتها صحيفة (السفير) اللبنانية على موقعها:
http://www.assafir.com/Article.aspx?ArticleId=2038&EditionId=2286&ChannelId=54879
رسميا نفت مصر على لسان (ياسر علي) المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أن يكون الرئيس محمد مرسي بعث بهذه الرسالة إلى شمعون بيريز, قال (علي) في تصريح نقلته (بوابة الأهرام): إن هذا الكلام عار تماما من الصحة, والرئيس مرسي لم يرسل أي خطابات إلى رئيس إسرائيل.
وأضاف: أن ما نشرته الصحف الإسرائيلية في هذا الشأن افتراء, وإن تلك الافتراءات لن تتوقف, وقال عنها جمال محمد حشمت: إنها رسالة مفبركة, المقصود منها الإساءة لمصر وإحراج الرئيس مرسي في هذه المرحلة الحرجة.
وعلى النقيض تماماً, استغربت صحيفة (هاآرتس) الإسرائيلية من إنكار الحكومة المصرية لهذه الوثيقة الرسمية, مشيرة إلى إنها سلمت نسخة منها إلى سكرتير الرئيس الإسرائيلي (حسون حسون).
وأشارت صحيفة (يديعوت أحرونوت) إلى أن النفي المصري قد يكون نتيجة تخوف حاشية الرئيس المصري من ردود الأفعال المتوقعة في الشارع المصري, ونقلت الصحف الإسرائيلية عن مكتب رئيس الوزراء بيريز: إن إنكار مصر كان متوقعاً نظراً للصدى الذي أثاره الخطاب.
في حين رفض مكتب شمعون بيريز التعليق على الموضوع, مفضلين تجاهله بسبب حساسية العلاقات الدبلوماسية.
الخطوة المصرية شابتها ثلاث هفوات, في الأولى سلم السفير المصري أوراق اعتماده في مكان خلا من العلم المصري, وفي الثانية تبادل كؤوس الطلا مع شمعون بن بيريز, فانشغل (الإخوان) في البحث عن المبررات الشرعية لكأس السفير, فقالوا: إنه كان يحتوي ماءً, ما يعني إن بيريز لم يرتكب المحرمات ولا الموبقات, وفي الثالثة كان مضمون الخطاب مخجلا مُذلا مهيناً. .
لقد أصيبت الجماهير العربية من المحيط إلى المضيق بصدمة كبيرة, ولسان حالهم يقول: إذا كانت مصر أم الدنيا تتعامل مع تل أبيب بعبارات التعظيم والتفخيم فبأي لغة تتعامل معها الزعامات الغارقة في العمالة ؟؟.
والله يستر من الجايات
|