العدد 872 - 0014-12-25
  من نحن ؟ اتصل بنا الصفحة الرئيسية
الاخ العبادي.. هل سمعت بمنطقة الحسينية؟!    لجنة التحقيق: البيشمركة وسياسيون وقادة وراء سقوط الموصل    خيانة عظمى.. تأجيل التعويضات الكويتية «سنة» مقابل خنق ميناء الفاو    اليوم.. العبادي في تركيا لبحث ملفي مكافحة الإرهاب والنفط    معصوم ينتظر «الـوقـت الـمـنـاسـب» لزيارة إيران    محافظ الديوانية: مدينتنا متواضعة بالاقتصاد ومتقدمة بالأمن    التربية: لا وجود لدرجات وظيفية بسبب «التقشف»    المرجعيـة تـدعـو لإيجـاد سبـل لمحـاربـة «الـفـتـن» وتـحـذر: الـعـراق مـهـدد    الجبوري يستقبل رئيس وأعضاء مجلس مفوضية الانتخابات    المباني تنفذ مشاريع بأكثر من ترليون دينار في قطاعي المباني والخدمات    زيادة رواتب الحماية الاجتماعية العام المقبل    «الفرقة الذهبية» تصول على «داعش» في حدود الموصل ومقاتلوها على مشارف «الكسك»    «داعش» يستهدف «البغدادي» بــ «الكلور».. ووزير الدفاع يتوعد: سنسترد الأراضي المغتصبة    المسيحيون يلغون احتفالاتهم تضامنا مع الشهداء والنازحين.. والعبادي: انتم أصلاء    المستقبل العراقي .. تكشف اسباب عدم تسليم العراق طائرات الـ «F-16»    «داعش» يسقط طائرة حربية اردنية ويأسر قائدها في الرقة    انقرة متورطة.. جنود أتراك يتحدثون مع مقاتلين «داعشيين»    تسلق واسترخاء في جبال اليابان المقدسة    الأسـواق .. حكمـة الحشـود تزيح جنـون الغـوغـاء    الإنــتـاجـيـة تـحـدد آفـاق بـريـطـانـيـا الاقـتـصـاديــة    
 

إحصائيات الموقع
الزوار المتواجدون حالياً : {VISNOW}
عدد زيارات للموقع : {MOREVIIS}


حالة الطقس
غير متوفر الطقس حاليا

البحث
البحث داخل الأخبار

الأرشيف


مقالات

إستفتاء

كيف ترى مستقبل العملية السياسية في العراق






أطلبوا العلم ولو كان في الطين
كتبت بتاريخ : 2012-11-06
مدارس غارقة في الطين, ومدارس يطوقها الطين, ومدارس مطينة بستين طينة, ومدارس جدرانها من طين, وسقوفها من طين, والتعليم فيها بالرطين والترطين.   أنا شخصيا من الذين تعلموا ألف باء القراءة والكتابة في ستينيات القرن الماضي في مدرسة كانت إدارتها مبنية بالطين (مدرسة الخورنق الابتدائية), وصفوفها مبنية بالقصب والبردي, على شكل (صرائف), ومفردها صريفة: وتعني بيت القصب باللغة السومرية, التي تركت رواسبها في لهجتنا الجنوبية منذ اليوم الذي تعلم فيه جلجامس مبادئ الكتابة المسمارية على ألواح الطين وحتى اليوم الذي غرقنا فيه بالطين والأوحال.    ربما انحسرت ظاهرة مدارس الطين قليلا من أريافنا في الوقت الراهن, لكن مقاعدها وقاعاتها وممراتها وساحاتها والطرق المؤدية إليها ظلت تعاني من تراكمات كولسترول الأطيان, ولم تتخلص من ارتباطاتها الوثيقة بتراثنا الطيني, حتى ظن التلاميذ الصغار إن الطين هو الصفة المتأصلة في كروموسومات التعليم الابتدائي والثانوي في المناطق الريفية النائية, باستثناء بعض القرى التي شملتها الرعاية (الثورية) المشبعة بروح التحيز القبلي, فظهرت فيها مدارس تضاهي مدارس (ويلز) من حيث التصميم الهندسي المتكامل, ومن حيث الملاعب والمختبرات التخصصية, حيث تجد مختبر للفيزياء, وآخر للكيمياء, ومختبر للأحياء, والحاسبات, وقاعات مغلقة لكرة الطائرة وكرة السلة, بأرضيات مكسوة بالتارتان.  http://www.youtube.com/watch?v=lyDAU9u5UzU من المؤسف له ان الحشرات والديدان والزواحف والقوارض الريفية ظلت عندنا على طبيعتها المتخلفة, ولم يتحسن سلوكها في الألفية الثالثة, فاتخذت من مدارسنا الطينية ملاذا استراتيجيا لها, فتكاثرت وتناسلت وترعرعت في أركان مدارسنا وزواياها وثقوبها, ولن تنفع معها أقوى المبيدات.   لم نكن فيما مضى نحس بتطفلها على محرمات مدرستنا, فهي في نظرنا تعيش في بيئتها الطبيعية التي ننتمي نحن إليها, بل كنا بشقاوتنا نلهو معها في فترات الاستراحة, فنطارد (أبو بريص) ونحاصره في شقوق الجدران الطينية, ثم نأتي بكميات من الطين من أقرب بركة من برك المدرسة لنسد عليه الثغور, ونفرض عليه السبات القسري.  أحيانا تمزح معنا البراغيث السود, فتتسلل تحت جواربنا القطنية, وتسرق منا متعة دروس النشيد, وأحيانا نتنافس مع الأرانب البرية في سباق الضاحية, فنطاردها عبر بساتين النخيل والحناء, وأحيانا تسرح قطعان الأغنام والأبقار وتمرح في ساحة مدرستنا في ظاهرة لم تحدث حتى في شبه القارة الهندية.   لم يكن معلم الأحياء بحاجة إلى الكثير من الجهد والعناء حتى يوضح لنا دورة حياة الكائنات البرمائية, فالضفادع متواجدة دائما معنا في مستنقع المدرسة, أما حيوان (الهيدرا) فكان منتشرا في السواقي الضحلة القريبة من سياج المدرسة, وهو من الحيوانات البدائية (الجوفمعوية), كنا نوخز لوامسه الشعرية البيضاء بأقلام الرصاص فتنكمش وتتكور في قعر الساقية.   كانت مدارسنا من طين ولم تكن آذاننا من عجين, أما اليوم فقد صارت الفضائيات العربية والأجنبية هي النوافذ التي يطل منها التلاميذ على العالم الخارجي, فينظرون إلى المدارس التركية الحديثة والأمريكية المتطورة والخليجية بجنائنها الجميلة وألعابها المسلية, فيقارنون أوضاعهم البائسة مع مدارس العالم, فتنفطر قلوبهم الصغيرة من القهر, فيحسون بالدونية لافتقارهم إلى ابسط المستلزمات, التي ينبغي توفرها في مدارسهم السومرية الطينية.  http://www.youtube.com/watch?v=MjbOG7b5fig جربنا الدوام المدرسي الثنائي, ثم جربنا الثلاثي, حتى جاء اليوم الذي سمعنا فيه بالدوام الرباعي, أربع مدارس في بناية متهالكة واحدة, فاكتظت قاعات الدروس بالطلاب, وكادت تنفجر بأعدادهم المتزايدة.  يفترشون الأرض كما الهنود الحمر, ويبتهلون إلى الله لإنزال الأمطار على مدرستهم حتى تمتلئ مستنقعاتها بالمياه وتغرق في المحيط الطيني مثلما غرقت التيتانيك في المحيط الأطلسي, فيحصلون على عطلة مجانية طارئة تضاف إلى جدولهم المثقل بالعطل الرسمية والدينية والكيفية والمزاجية، والله يستر من الجايات.


  اتصل بنا روابط سريعة
 
برمجة و تصميم eSite - 2013
للإتصال بنا عن طريق البريد الإلكتروني : info@almustakbalpaper.net
الرئــــــــيسية سياسي
محلي عربي دولي
اقتصادي ملفات
تحقيقات اسبوعية
فنون ثقافية
رياضة الأخيرة