نتمنى على ئيس قسم الصحافة في كلية الإعلام أن يعيرنا نظرته إلى الصحافة وما تواجهه من تحديات مصيرية... أما أن يتغير خطابها ومهماتها إزاء الصحافة الالكترونية والفضائيات, وأما أن تعتذر و تنسحب معترفة أن وقتها قد انتهى وباتت من الماضي ولا مكان لها في عالم التقنيات الحديثة والمتسارعة... وفعلا أغلقت صحف عالمية كبرى أبوابها وأخرى تفكر ما لم تتكيف وتجد وظيفتها المناسبة ...بل ...أن حال الكتب يتراجع أيضا ...وكان محزنا خبر إغلاق مكتبة بغدادية عريقة وتصفية موجوداتها لتراجع وانكماش روادها ...وان كان هذا حالة عراقية وشيوع ثقافة أخرى وقراء من نمط آخر ...
قد يشاركنا الدكتور حسن كامل والأكاديميون الآخرون بأن على الصحافة الورقية إن تنفرد بعمل لا يمكن لوسيلة إعلامية أخرى أن تؤديه ...ومنها عدم الرهان على الخبر ما دام بوسع الإنسان أن يحصل عليه وهو ممدد على سريره ومجانا ..
باختصار نجد أن أمام الصحافة الورقية مهمة ثقافية ,تتوفر على العمق وإضافة المعلومة مع التحليل وينسجم مع وضع مستهلك يمكنه أن يتريث ويتأمل ويستزيد ...ولعل في تنامي الطلب على مثل هذه الصحيفة ما يشجع على هذا الاعتقاد ...دون أن يعني أن تكون الصحيفة بديلا عن عمق وجدية الكتاب ,,وان كان هناك من يحيل ,في عصر السرعة الالكترونية وظيفة الكتاب إلى الصحافة الورقية ...ولعل في التعليق الساخر لذلك المبدع الكبير بأنه لم تعد هناك مؤخرات مهيأة للجلوس ساعات وأيام على قراءة كتاب معنى وتوقع من أن تغير لغة الصحافة قد ترافق مع وضع الأدب والأديب وبروز الفرصة لصحافة أكثر ثقافة وعمقا واستقطاب إمكاناتهم في الصحافة الجديدة...
قد تكون مفاجأة أن نقف على قائمة حجم المطبوع من بعض الصحف المختلفة ...فثمة ما لا يبلغ الألف نسخة ..وهو رقم يدلل على حجم المهزلة واللعبة السياسية ..مع مؤشرات على تراجع حتى هذا الرقم البائس ...ليس لان الكثير من الأميين والتجار الطفيليين قد دخلوا الصحافة, بل ولان الصحافة الالكترونية والفضائيات قد طوحت بالصحافة الورقية وخطابها الجامد... ولا ندري أن كانت كليات الإعلام.. وأقسامها الصحفية على وجه الخصوص إزاء انعطاف كبير... وتتولى الصحافة الورقية إطلاق خطاب ارقى وأعمق وتبرهن على جدارتها في عالم المنافسة ؟؟؟؟ |