هكذا هو الأمر دائما: الناجحون فرحون, ويغنون للفرح, والفرحون محبون دائما, ومتسامحون وأقوياء, وهل القوة غير التسامح؟؟ كان شرطي المرور, في ذلك الوقت يتسامح مع مواكب الأعراس وجموع الفرحين قائلا ان قدرا من (الرعونة) يرافق الفرحين المحتفلين ولا يريد ان ينغص عليهم فرحهم.. فهم بدورهم يتغاضون ويتسامحون ويصفحون... ويختار الأذكياء فرصة فرح المتخاصمين ليجمعونهم ويدفعونهم للعناق.. فالفرح يتضاعف بعدد المشاركين.. والإنسان الفرح قد تداخله وتلفه مشاعر صوفية ويتمنى ضم كل البشر والكون.. وحتى غاباته المتوحشة.. لذا كان الفرح هو الاضمامة الفالتة من ربوع الجنة.طلاب المرحلة السادسة من كلية طب الكندي, جامعة بغداد, الدفعة التاسعة اقاموا حفل تخرجهم في نادي الفروسية مساء الثلاثاء 23 /4 /2013 وضج في القاعة التوق للفرح ولمعانقة الجميع, وبدت طاقات الشباب مع الآباء والأجداد تتدفق وتفور وتندفع من سجونها ومحابسها.. وتدعو المتأمل الأجنبي للألم واللوعة والحزن على جوع العراقيين المدقع لاحتضان بعضهم البعض ولإعلان خزين المحبة للمطلق, للناس وللريح ولكل حياة في الكون.. وإذا كان للنجاح وللتخرج قسطه في الفرح ورغبة عناق الجميع... فان للكبت الطويل لروح الجماعة, والاحباطات المتواصلة جراء عمل بعض السياسيين الذين لا يجدون طرقهم إلى المناصب والثروات إلا بالطائفية وتمزيق العلاقات, وإيجاد المسافات الموحشة بين الناس وفي المجتمع لمرورهم إلى منافعهم المدنسة... والضعفاء الهزيلون لا يقوون على المحبة وعلى وجود ذواتهم في الناس الفرحين.. ولا يعرفون الصفح والتسامح ولا تلتقط حواسهم غير المعتم والسلبي والحزين.
الأطباء القادمون يعلنون بفرحهم (الهستيري) توقهم للناس وتباشير مجموعة ستعالج العراقي بقلبها أولا قبل يدها وعلمها.. على ان ينجو (الأطباء) من رياح السياسيين العفنة التي تجبرهم على الفرار إلى الخارج.كانوا صادقي العواطف لكليتهم ولأساتذتهم ولعلاقاتهم, وقد فعل الفرح وساعات القوة فعله في مشاعر متوهجة ساطعة في تلك العواطف والمشاعر.. فثمة فيض من الوجد واحتدامات القلب كأنها تبلغ حد اللوعة والبكاء.. بل وقد تبكي المراقب غير العراقي على حرمان العراقي من الفرح والتواصل والعناق لكل البشر والحجر... ويقف (المراقب) على حجم وفداحة الجريمة التي اقترفها بعض السياسيين ممن كان جهلهم بالدين وبلغة القلب اكبر من جهلهم بالسياسة، وإنهم, وبقدر الثروات والمظالم التي اقترفوها قتلوا شعبا من شعراء بعدد نخيله التي عجفت. |