ما الذي لم يتحقق من اشراط الساعة؟ لا بركة في الولد والرزق والوقت, والفساد تجاوز كل التصورات وبلغ ملائكة الرحمة ووجدنا الاطباء يندفعون ويتسابقون للثراء باستغلال المواطن, المريض, ولن ندعو رجال المنطقة الخضراء لزيارة الحارثية المجاورة لهم وتفقد (الرعية) والمرضى في عيادات هذه المنطقة, فهم مشغولون في العبادة وطقوسها ويسعون لرضا الله واهل البيت, بل ندعو نقابة الأطباء والصيادلة, على مسافة خطوات للوقوف على هذا التسليب العلني للمريض في العيادة وفي الصيدلية، وبات معروفا اتفاق أطباء مع صيدليات لترويج وتصريف أدوية معينة مقابل عمولة يتقاضاها ملاك الرحمة، والأساليب كثيرة منها إصرار الطبيب, وبلطف, على عودة المريض اليه بعد شرائه الدواء لا لشيء الا لكي يرشده على كيفية تناوله واستعماله...هكذا... سبب مشروع ويضمن شراء الدواء من الصيدلية تحته.
طبيب محظوظ بالزبائن دفع الصيدلي (دفاتر) واستأجر له عيادة بديلة فوق صيدليته لكي يسوق ادوية تجارية، ويقال ان التجار قد دخلوا على الخط وسافروا الى الدول لتصنيع أدوية بماركة معينة ويلصقون عليها الورقة المزورة عن دولة الصنع، وقد يضطر الطبيب لوضع إشارة إلى الصيدلي لتزويد مريضه المفضل بالدواء الأصلي لا المغشوش.
ثم ان الفحص في عيادات الاطباء الخاصة بالجملة.. والمراجع لاطباء ساحتي بيروت والنصر وشوارع المغرب والحارثية والكرادة سيجد انه في غرفة الفحص مع اخرين وامام طبيب (يحترم الوقت وكل لحظة بثمن وكل مريض بخمسة وعشرين ألف دينار)... والأفضل ان يصطاد اكثر من عصفور في وقت واحد, وهو ان يستعين بالمختبرات والتحاليل والتصوير الشعاعي والرنين المغناطيسي، وهذا مقابل عمولة أيضاً, كما الدواء, وبنفس الوقت يضمن دقة التشخيص ..و..باختصار فان مراجعة الطبيب الخاص بمثابة نكبة تحل بمتوسط الدخل وبالفقير.. ولكي تفحص المرأة المشمولة براتب الشبكة الاجتماعية حالة الحمل عليها ان تدفع راتب أكثر من شهر في هذه المراجعة، واكثر من هذا مع امراض اخرى، ويقولون انه (هجمان بيت)مع طقم الاسنان ومع العمليات الجراحية والامراض الخطيرة.
ثمة اطباء يتصرفون وكأنهم في الساعة الأخيرة لكي يضمنوا مستقبلهم, وقبل ان يحل المجهول في الساعة القادمة...وان الوضع الاجتماعي والسياسي والأمني وما بات يلاقيه من تعامل همجي من بعض الناس قد أوصله الى ضرب من العدوانية والجشع، فضلا عن يقينه ان كل انيابه ومخالبه وجشعه لا يساويه بنصف دخل الامي في مجلس النواب، وانه اذ يفكر بالهجرة ملتحقا بالالاف من زملائه فانه يعرف أيضاً انه سيلاقي الساسة شبه مقيمين في عواصم العالم، فضراوتهم نتاج ايضا للفوضى (الخلاقة) التي ينفذها الأميون بسعادة وبشكر الذي يسر لهم مراجعة الاطباء في لندن وباريس لعلاج إصابتهم بالأنفلونزا.
بعض الاطباء صاروا وحوشا بعد ان وجدوا لاستعدادهم للتوحش مناخه وذرائعه.. ويقال ان النقابات المعنية تبدو مشلولة, مثلما هو الطابع العام للسلطة, ولينتظر العراقي خلاصه في قيام الساعة. |