واخيرا صرخ بهم ان يكفوا عن حديث ونقاش السفر والهجرة ..ومزايا اللجوء الى امريكا واوربا ..وكذا بعض الدول العربية ..وربما الاقامة في شمال الوطن ...لقد ضاق ذرعا واصابه الغثيان وسيغمى عليه ان لم يصمتوا...انهم بطرون ومتشائمون وينمون من عتمة المستقبل ويعلون من جدرانه الموحشة ....
جاء الرد بانه جدير بالحسد لانه لا يعاني من المحنة العامة ,ولا يدري عما بلغناه من انحطاط قيمي وسلوكي واخلاقي ...هذا اذا تغاضينا عن الموت المجاني الذي يتربص بالعراقيين ..وهذا الابتزاز الذي يعانيه هنا وهناك ,وذاك الاحساس بالظلم والقهر لنهب الاموال العامة ,وتلك السرقة الفاضحة والغبية للدين ولرموزه ...وتعال معي الى الموقع الذي يفترض نموذجيته وتعاليه عن الصغائر وترفعه عما يبتعد عن العلم والتحصيل والجدية...تعال الى الجامعة ..ليس الى طلابها بل والى اساتذتها وانظر وافقد اعصابك وتقيأ ...ولتكن الصدمة باستاذ جامعي له مثل هذه المشاغل المبتذلة والتعليقات اللئيمة ,والمقاصد التي كانت للاميين وللريفيين يمضون فراغهم بالنبز والحسد واللهو بسيرة الناس ومحاولة النيل منهم والايقاع بهم والحط من شأنهم ..قد يساورك انك في كابوس او مشهد مسرحي يبالغ في تشويه الطباع والاهتمامات في عصر التواصل وثورات العلم والثقافة ...
هذا استاذ متفوق ومرشح لبعثة لدراسة الدكتوراه ..يتألب عليه الحاسدون ..وتبدأماكنة النفاق والتخريب والشغب ,حتى اذا فشلت كلها قالوا في الاسماع انه يسخربذاك المسؤول الكبير ..في حين انه نسب البعثة الى جهود ذاك المسؤول الكبير ...وتفاجأ الصغار ان البعثة انما تكنى باسمه ...فما الحل ؟؟انه ربما كان ارهابيا متخفيا ..ربما كان وراء ما وصلهم من تهديد ...وهكذ ...حكايا عجائز القرون الماضية ..وسفاسف وترهات لا يمكن توقعها في ارقى الامكنة ..
ندعو المسؤولين للوقوف على حال الاساتذة ..لاجل التصديق عما يشاع عن التلاعب بدرجات ومصائر الطلاب ..بل بمصائر خريجي الكليات الطبية ..وعما يرغم العراقي للتفكير ببيئة نظيفة خارج وطن تدنى امثولاته الى هذا الدرك من التصرف والسلوك ....
يقال ان ساعات الدوام الوظيفي ,وعلى ما في الدوائر من عطالة وبطالة ,الا انها ساعات من جحيم احيانا وتحرق الاعصاب حيث يعبرمرضى السخط عن حالتهم ويعرضون قيحهم على الطاولات من طائفية واجتماعية وصنوف الاذى واغلب محفزات وحاضنات هذا الحال انما لمسؤولي الدوائر والاقسام الذين جاءت بهم الاعتبارات المخجلة ...وربما كان اصل وجذر وحاضنة تفشي الترهات والسفاسف بين بعض الاسر التدريسية هو في ادارات او عمادات تلك الكليات ...
ولكن كيف نتجاسر ,اصلا,ونتحدث عن امراض الهمز واللمز والاعيب الصبيان وعن اساتذة هم من الخواء انهم مشغولون بالتقولات والنفاق والترهات والنيل من هذا وذاك ؟؟ ام هذا ينسجم ووقت الشهادات والالقاب المزورة ؟؟
لكل مسؤول ,ولكل مرحلة طابع وبصمة ابهام ...فهل هناك متسع من الوقت لطبع البصمة الطيبة ؟؟؟؟وهل يكف العراقي عن التفكير بالرحيل ولا يرتعب من ضحالة بلعت اساتذة جامعة.
|