بعيداً عن الإزعاج, هو شعار وزارات ودوائر كثيرة, لاسيما إزعاجات اجهزة الإعلام..
واقترحت على المشاغبين والمزعجين وحساد النعمة ان يتوجهوا لاقرب الجدران الكونكريتية وضرب رؤوسهم بها، خصوصا وان هذه الجدران تتضاعف وتمتد وتقترب، وكفى إزعاجا ووجع رأس..
وإذا كان الإعلامي لم يتعظ ولم يكف عن الصراخ بما يسميه فضائح, رغم انها صارت ممارسة يومية ومملة ولم تزعج بعوضة الا انها تزعج وزارات ودوائر التي وجدت الحل بتحصين أبوابها وجدرانها وخصوصا آذانها من طروحات الإعلام وتعليقات المواطنين الساخطة وبما يزعج المعنيين..
اجل مجرد إزعاج.. فعشر سنوات تكفي لاقناع حمار أن كل الضجيج الذي صدع رأس العالم لم يحرك شعرة في رأس لص بجنسية مزدوجة او بهوية مسؤول ما زال محاطا بالحمايات قبل رحيله الى منتجعه وبلده الاوربي بعد مغادرة المنصب.
أمضينا وقتا للاتصال بتلك الوزارة, نلفت انتباهها الى ما كتبته تلك الصحيفة بشأن من شؤونها.. إلا ان أحدا لم يجب.. وما الداعي لكل المجاملات وترتيب الأجوبة والأعذار.. وكل وجع الرأس؟؟
هذه الوزارات لم ترق حتى الى نظيراتها في دولة ما قبل الاحتلال حيث الالزام بالتوضيح والجواب لكل طروحات الصحافة على قلة الصحف بينما وصلنا مع هذا الحشد من الصحف والفضائيات الى ان يجري تنبيه الاطراف المعنية في اجهزة الدولة ودون جدوى.
وبلغنا ان تغلق اجهزة الاتصال احيانا بوجه الاعلام, فالامان مضمون, ولا من يدقق ويتحرى, ويقرأ ويتابع الرأي العام وطروحات الاعلام, ولم يحدث ,وكما عودنا اعلام ما قبل الاحتلال ان يصلنا جواب او تعليق او استيضاح او نية بالمتابعة من مجلس الوزراء ,وبما يشعر الوزارات انها تحت النظر والمراقبة والمساءلة،.. وبما اشعر اعلاميي اليوم انه يصرخ في بئر مهجور ,ولا جدوى ولا معنى لعمله ,واللعب صار على المكشوف..
ولا جدوى ولا معنى لعمله, ويمكن ان تعلق على واجهة بعض الدوائر والى جانب لافتاتها ما يعلن انها تعود للعائلة او العشيرة او المكون كذا، وما عاد ذاك الذي بات مثار اللغط وسرقة الملايين ليقلق, والافضل الا يسمع هذا اللغط ويغلق كل المنافذ الموصلة اليه ولكل دائرته، والافضل ان يموت الاعلام بغيضه او ان يأخذ كامل حريته في تحطيم وتفليش الجدران الكونكريتية المتزايدة ولكن برأسه الصلب والعنيد، فهل هناك من يسأل ويتابع وينفجر غضبا؟؟ هل سيأتي سؤال الدولة عن الوزارة التي اغلقت اسماعها وتمنت للاعلام ان ينطح رأسه بالجدار الكونكريتي ؟؟؟
قيل للقائد الانكليزي المستبد كرومويل بان من كل عشرة مواطنين تسعة غير راضين بل وساخطين فرد قائلا:وماذا يعني ذلك ما دام العاشر هو المسلح ؟؟ وعلى هذا الغرار يقول الفاسد عندنا ,انه ليسخط الساخطون ,وماذا يعني هذا اذا كنت لا اسمع ؟؟ |