لأجل فض مأساة العراق من أساسها, واقتلاع الشجرة المسمومة من جذورها وإحالة العراق, بلمسة سحرية, إلى جنة أرضية.. وتمتلئ عين أكثر الناس جشعا ويتأنسن أكثرهم توحشاً, فان الحل في غاية البساطة والوضوح ويعرفه الرضيع ويجعل الكبار يتهكمون ويلهون بالسخرية والضحك الباكي... إنه البحث عن العناصر الخطيرة والمدمرة في الأجهزة الحكومية والتي أضاعت اكبر ثروات الأرض.. وأسست اكبر ضروب الفساد وانتقلت لتصيب وزراء وتجار في دول العالم وكذا المفخخات والتفجيرات.. وجعلت أمريكا تخشى التصرف السياسي بعد أن تحول قبحها في العراق إلى شبح يتراءى لها في يقظتها ومنامها رغم أنها خططت للعراق إلى قرن قادم..وهاهي مذعورة من تكرار الأخطاء في بلد آخر.
الحل, بكل بساطة, طرد الإرهابيين والقتلة والمجرمين من أفراد القاعدة والتكفيريين, والبعثيين (والنصابين ).....وينتهي الأمر...فهؤلاء هم الذين حولوا البلد الزراعي العظيم الى مستورد للبصل والباقلاء..ومن بلد مصانع ومعامل معروفة إلى مستورد لاسوأ منتجات الدول... وان القاعدة والبعثيين والكفار هم الذين سرقوا مفردات البطاقة التموينية ووراء الصفقات الوهمية والعمولات المختلفة...ووراء الظلام والجوع والأمية والبؤس والخوف....وإنهم بلا ادنى إحساس وشعور ضربوا الرقم القياسي في هذا المجال ولم تكفهم عشر سنوات للانتباه والإحساس بما اوقعوه في البلد,, ولا للاعتراف أنهم لا يصلحون لرعي بضع عنزات أو الاشتراك في اداء طقوس الدين...وفيهم من لا يدري انه مسؤول حتى عن الكوارث الطبيعية وعن الأقدار.. في عرف أطفال وحمقى العالم أن شعبا غاص في البؤس والتخلف والخرافة جراء توالي المآسي والكوارث والصعوبات قد تسلل من يضاعف أسباب جهله وتخلفه وبؤسه..من قاعدة وبعثيين ولصوص البيت من الكفار...وان فرزهم وتشخيصهم وطردهم من أجهزة السلطة وفي أي موقع من وزير إلى بواب كفيل بوضع العراق على الطريق السعيد....ذلك أن الاستقرار وشيوع المودة وسيادة مبدأ المواطنة سيزيل الغشاوة عن عيون المتبقين ويمنحهم الصفاء الروحي والعقلي ليشرعوا في تنفيذ أفكارهم وتصوراتهم وما عاشوه وتعلموه من الكتب والفلسفات ومن التجربة في أوروبا ويقيمون برامج وطنيه كبرى للثقافة والتطوير وما يدخل العراقي إلى العصر...وإلا...فان استمرار القاعدة والبعثيين والنصابين سيمضي بالعراق إلى المزيد من الحلكة والسواد والنكوص إلى ماض صنعه وشوهه الآخرون مثلما صنع الأمريكان واقع اليوم وشوهوه وجعلوا البشرية ترتعب من صور للإسلام... البطالة تساعد على خلق الإرهاب.. وتبحث السلطات الأوروبية عن المجرم بين صفوف العاطلين أولاً.. وقد عرفت القاعدة هذه الحقيقة ومنعت او تشاغلت بالترهات وكل ما لا يمت إلى علوم ومبادئ وخبرات أدارة الدولة فكانت البطالة...مثلما يعرف الإرهابيون المتسللون خفية إلى الجهاز الحكومي أن تقسيم المواطنة إلى درجات وافضليات توفر المناخ للعنف والإرهاب..وان المهان بكرامته ولاقى الإذلال مهيأ للإرهاب..وإنهم فتحوا الحدود لزملائهم من الإرهابيين بعد أن كانت مفتوحة للعمالة العربية والأجنبية, بل ودفعت بالعقول والكفاءات لمغادرة البلد..فهذا وغيره من عمل الإرهابيين والبعثيين والنصابين الخارجين عن القانون.. هؤلاء الذين يشكلون ظاهرة في عدم الإحساس غير مسبوقة...وفي الغباء غير مسجلة, وعشر سنوات ولم يكونوا رجال دولة.
|