يا إلهي.. يا الله.. كم بديع ورائع هذا الذي تقوله؟؟ ترفض الطائفية للعراق ولكل العرب.. وانه لا أقذر من الحرب الطائفية.. ولا امتن ولا أقوى ولا اسعد من دولة المواطنة.. وان من يركبون ظهر الطائفة للوصول إلى السلطة خاسرون دائما, وأغبياء دائما, ولم يقرأوا حرفا في التاريخ.
هل اقول لك ما لم تقله ...ام اذكر ما فهمته وما وددت فهمه؟ إن سياسيا بهذا المنطق والرؤية والنضوج لا يقدم لبلده سوى الخير والتفاؤل والسلام.
ولكن اي زعيم في التاريخ لم يكن بمنطق ساحر..؟ ثمة نصوص لهتلر مليئة بمحبة المانيا, وبالروح المسيحية... ولا يفتقد الفاشيون لبعض الطروحات المتماسكة والجذابة ...ولذا احتكمت الشعوب إلى الواقع...
إلى تجليات الكلمات والأقوال والخطابات في الواقع.. في التجربة.. في التطبيق...
وميزت بين ما تسمعه وما تراه، ولحقت بالكثير من السياسيين تهمة تسويق الكلمات.. فمن اي صنف انت وهذا حديثك الذي كسب كل العراقيين الأسوياء والناجين من الكراهية, بل وانتبهت الحامل الى جنينها يرفس سعادة بطرحك العراقي الأخاذ...
وانا فلان الفلاني من حشد العراقيين تفاءلت وتجاهلت دواعي الوقار وصفقت لسياسي يضيء ويتوهج بالعراق...
وبحجم لا يقبل بانتماء بأقل من كل العراق ...وقال الحضور ان حبا بهذا الحجم لا يتاح ولا يتوفر لغير الكبار والأذكياء والقادة ...
ولا يدعيه ولا يتظاهر به دون فعل وتجسيد الا بخواص مناقضة، وما يبدو على وجهك ونبرة صوتك مقنع ويثير المشاركة الوجدانية ...
ففي قولك إيمان بدولة المواطنة ,وثمة خوف من سموم ونيران ما يجري في المنطقة ...
الا ان الاحتماء والتحصن بالوطن يجعل صخب الخارج مجرد طنين وقد لا يسمع حتى الطنين وصولا إلى ان يكون العراق الشاهد على نتائج وثمار الحكمة ومبدأ المواطنة.
كل قوى العالم وشروره لا تقوى على تجريك شعرة في رأس وطن موحد الشعب، ولا قوة تدخل بلدا بلا منفذ يفتحه خونة, وبلا قيادة سياسية منخورة او جاهلة فشلت في توحيد شعبها ورص صفوفه, وليحدث ما يحدث خارج العراق لن يؤثر عليه الا في الميادين الرخوة والمهيئة للاستجابة ...
ولان في الوقت متسعا للمراجعة والمعالجة وغلق الثقوب فان هذه الروح العراقية التي شاعت في الحديث جعلت رواد المقهى وحضور المجلس يهتفون وكذا الجنين في بطن امه يرقص.
وعندما تذهب السكرة وتأتي الفكرة,فان المرء ليدري ان السياسي مسؤول حتى عن حوادث الاقدار, وعما يخبؤه الغيب...
فما مقدار مسؤولية السياسي المباشرة وغير المباشرة عن توفير اسباب العنف وماخاته وحواضنه ,وعن الفساد والفوضى وحديث العالم عنه ؟؟ وهل الديمقراطية التي تحدثت عنها كافية للإفصاح ولحفظ العراق من أعاصير المنطقة ؟؟؟
لقد صدقناك ...ربما لأننا نريد ان نصدقك. |