نطقها الصحفي الناجح بأنه لم يعد يفتخر بكونه صحفيا ورئيس تحرير لم يعرف غير النجاح ,وقال (إنني اخجل من هويتي الصحفية )إذ لم تعد الصحافة مؤثرة وفاعلة في الدولة ,وخصوصا بين اللصوص والفاسدين ,,ووجد هؤلاء بعد تنامي سطوتهم واتساع طرقهم واستطالة أنيابهم ومخالبهم واستتباب أمانهم بان الصحافة فزاعة لا تخيف ...وان طول التحربة افعمتهم بالطمأنينة فحمدوا الله وقالوا انه ثمن بخس إزاء ما يفعلون ,ولا بأس من فليل من الإزعاج ,وإزعاج لا يتعدى صرير القراض(موسيقار الحشرات ) في الليل ..وإلا ...فالناس لاهون في تكريز ما يلقى إليهم من شعارات وإشارات وتلميحات واثارات طائفية ...او مغمورون بمتاعبهم و بطاقتهم التموينية وسكنهم البائس او يأسهم وقناعتهم بحماقة التصدي لمشيئة أمريكا ...ولتطبل الصحافة وتزمر فإنها بلا أي مفعول ,ومجرد لغو فلا كهرباء أتت ,ولا مصروفات أسطورية قلصت ,ولا قل وقت إيفاد المسؤولين وظلوا في إيفاد دائم ..ولا صدرت قوانين للأحزاب ولا أعيد النظر بالتشكيلة الأمنية على فضيحة الاعتبارات والآليات التي شكلتها ..ولا أعيد مصنع للعمل واستورد البلد الزراعي الأول الطماطة والبصل والباقلاء وحجارة الحمام ...ووو...وما الذي تبقى للصحافة لتعمله؟؟؟
• في هذا الواقع المزري فقد ازدهرت مشاهد الكاركتير لصحفيين انتقلوا من تلقي أكياس الدراهم إلى تلقي النظرات المشفقة على ذمهم وشتمهم للفساد والمفسدين مثلما ظلوا تحت رحمة الأميين من المستثمرين في الصحافة ومن رؤساء تحرير يتهجون القراءة ولا يكادون (يفكون الخط )ممن وضعتهم الكتل والأحزاب لتقرير الثقافة ومناهج وسياسات الإعلام ..وشمل الكاركتير رسم مفعول الكسب والنفع على وفاء (المثقف )لثقافته وقيمه وعلاقاته الإنسانية ...ما يثير الدهشة والاستغراب تلك المحاولة لإسالة لعاب الصحف ..وتقليم مخالبها وكتم صريرها المزعج ...ولا تفسير سوى بلوغ الترف المدى الذي صار فيه اللصوص والفاسدون لا يطيقون حتى صرير القراض والاطلاقات الكاذبة والوهمية (الخلب ) ...علما انه لا لص يحب ويطيق رؤية الشاهد والصحفي شاهد ,ويعيش الان في محيط ينبذه ويتجنبه..ولم ينحط شأن الصحفي ,والمثقف عموما كما الان...ثم ان من يفقد احترامه لوظيفته قد يقل احترامه لنفسه ,ثم احترامه لغيره ...ويؤكد ويجلي الحقيقة بان لغطا على الفساد وسخطا على الفاسدين وتعريتهم من مزاعمهم وثيابهم الدينية إذا كانت بلا تأثير ومفعول إنما تكون بمردود عكسي ,من شأنه جعل تلك الممارسات مألوفة ولا يجفل المرء منها كما حال المجتمعات السوية ...وقد تعمل على ترويجه وتوسيعه...وهذه وجهة نظر مريعة وغير دقيقة ومن غير المعقول قبول الفساد والإذعان له ...ولا بد من مواصلة رفضه وعدم الملل من محاربته ,وان رئيس التحرير المحرج من هويته الصحفية يجدد عزمه وتصميمه على شجب الفساد والمفسدين وتوظيفهم لجهل الجهلة بصرف انتباههم إلى الطائفية ...وكل المطلوب هو الغوص في هذه الظواهر المريعة وتحليلها وتبصير المجتمع بخفاياها واليتها وإسرار عملها والمنتفعين منها ...وان الأمور ,كل الأمور والخفايا تتكشف في نهاية المطاف ...ولعل الباطل أسرع تكشفا ,ولهذا يبقى للصحافة دورها التاريخي في الكشف والفضح ولا مستقبل للمطبلين والأميين فيها... وآلاتي قريب ...دائما.. |