ما زالت دولة القانون تنظر إلى خصومها السياسيين، وهم شركاؤها في الحكومة والبرلمان، على أنهم مجموعة إرهابيين، وعملاء للسعودية وقطر وتركيا (في الآونة الأخيرة تم إبعاد السعودية وانحصرت العمالة بقطر وتركيا، ربما في محاولة لتفكيك حلفاء الخصوم، أو ثبت لديها ان السعودية بريئة من التهمة، او لسبب اخر لا ادري), وتتمنى، اعني دولة القانون لو ان الله جلت قدرته عامل خصومها السياسيين (المعارضة) كما عامل اصحاب الفيل، ورماهم بحجارة من سجيل، لكي يرتاح العراق منهم، وتسير العملية السياسية في العراق على أفضل ما يكون، ويتم إقرار قانون البنى التحتية، والولاية الثالثة والرابعة، وتواصل المحكمة الاتحادية والمفوضية المستقلة للانتخابات واللجان البرلمانية، أعمالها من دون منغصات، ولا تختلف نظرة رئيس الكتلة، السيد نوري المالكي عن نظرة كتلته، إن لم تكن أكثر تطرفاً، فاذا كانت كتلة دولة القانون توجه تهما بالارهاب، والعمالة الى خصومها، فان زعيم الكتلة تجاوز أحاديث الشكوك والتهم، الى الوثائق والملفات التي اعلنها صراحة على الشعب امام الفضائيات وعبرها، ولكنه مع الأسف لم يعلن عن اسباب احتفاظه بتلك الملفات، وفي أية سنة سيكشف عنها، وما هي العبرة من السكوت على إرهابيين يزهقون أرواح الناس، ولكنهم في الوقت نفسه أعضاء برلمان ووزراء يحكمون البلد؟!
المعارضة ليست رومانسية او مسالمة كما يمكن ان نتوهم, بل بدورها تمتلك أسلحة فتاكة ضد خصمها في المكاسب (دولة القانون), ولا تنفك تعلن ان هذه الكتلة عميلة رسمية لايران، وتحكم على اساس طائفي، وتنفذ اوامر طهران، وانها تستأثر بالسلطة، وتهمش حتى حلفاءها المقربين، وتقف وراء أحداث الحويجة، وكل ما تتمتع به من فنون إدارة البلاد, هي القدرة الاستثنائية على تصدير الازمات والمراوغة والتسويف وعدم الاستماع الى غير صوتها، وتتمنى بالمقابل لو ان الله جلت قدرته، خسف الارض بهذه الكتلة، وخلص العراق من فترة حكمها المظلمة، ولهذا فإنها تهدد كلما ضامها الضيم بسحب الثقة عن المالكي وحكومته!!
في هذا الشهر والذي سبقه, وفي هذا العام والذي سبقه، وعلى مدى الاسابيع والايام، ونحن نعيش بالهباطة، (اصل الهباطة, صيغة مبالغة يراد بها هبوط شديد في الضغط او العافية بسبب الخوف المستمر)، لان التهديدات المتبادلة بين الطرفين، توحي أننا على ابواب حرب كونية ثالثة، تشارك فيها جيوش العراق وتركيا وإيران وحزب الله وبشار الاسد والسعودية وقطر، وتتولى اميركا دور المراقب الدولي على سير المعارك، فربما يحدث تجاوز على حرية اطلاق النيران .. ولكن شيئا من التهديدات لم يتحقق، وهذا يعني احد احتمالين، اما ان (الملفات) بالون سياسي, و(سحب الثقة) بالون سياسي هو الآخر، واما ان الطرفين متفقان علينا، ولو تأكد لنا انهم يضحكون على ذقوننا، فلا حول لنا ولا قوة، وسنعيد انتخابهما من جديد، ونقول لهما كما قالت أمي: عندما (اكل) أشقاؤها نصيبها من ارث والدها، فقد كانت بعد كل صلاة تقول: سلمتهم بيد الله!! |