لا كائن سوي لا يرغب ان يكون محبوبا من الناس ,وموضع اعجابهم وتقديرهم ,وقد يحلم بمعجبين واتباع و مريدين ,وان يكون زعيما .. الا انه ليس كل الناس يغدون مراكز واقطاب وبمريدين ..وان كان الجميع يسعون للقول الطيب وما يرنو لانجاز المكانة الاجتماعية ,وبحسب المواهب والاستعدادات والطبائع ,بل فيهم من يفقد الناس وينفرهم منه دون ان يقصد ذلك ... والتحديق الى النموذج السياسي يقدم افضل توضيح ودرس ...فقد يعرف عن هذا السياسي تطرفه في لعن النظام السياسي ويدرج عيوبه وفضائحه ,وانه نظام طغيان واستغلال وتعبث به عائلة ..والى اخر قاموس الشتم السياسي ...حتى اذا جاء بدوره وحل محل خصمه اقترف اضعاف شناعاته ... فالامتحان الادق في السياسة هو ميدان الممارسة ...وان الافعال هي المعيار والحكم ...والا فالكلمات تتستر بها المومس وتدعي الشرف ..ولا اكثر من السياسيين الذين خانوا كلماتهم وتعهداتهم وشعاراتهم وتقواهم امام اغراء وواقع السلطة ... لهذا اضاف المفكرون والمراقبون السياسيون والمتطلعون للنجدة ,اضافوا قرينة اخرى الى اقتراب الامل و مجيء المنقذ بتخلي من تخلى عن راتبه التقاعدي من النواب وذوي الدرجات الخاصة ..ولم يقتصر تعاطفهم مع جيوش العاطلين والجياع على الكلمات ..وان الدعوة الى دولة المواطن والبرهنة ان قلب المسلم يتسع للجميع ومؤهل لاقامة دولة المواطن انما هي خيار لا تكتيك ..وترسخ اليقين ان الاكثر حرصا وغيرة وايمانا بشيعيتهم هم الذين يضربون المثل بانفسهم وبواقع عملي بكبر وعظمة المذهب والدين والشعور الوطني ...وبرأوا الطائفة مما الحقه اللصوص وعشاق الكراسي بها ... ثم ...هل انتشر الاسلام وعرفه البشر ,في زمن الرسالة بغير الدعوة اليه غير سلوك النبي (ص)واله وصحبه رضوان الله عليهم ؟؟وربما كانت كل الرسالات السماوية والارضية هي التي رآها البشر في سلوك وتصرف وتجليات حياة ...وانه من جوهر الاسلام ومن سر الرسالات هذه المبادرة في التخلي عن رواتب مغرية والانضمام الى الفقراء ومشاركتهم حالهم ,,والحرص على ابداء سماحة الاسلام ,وعلى قدرته على التطور وامتلاكه لغة العصر ... وعدم خداع نفسه في اخفاء المطامع والجشع وراء الغيرة على الطائفة والدين ... فالدين الحق هو الذي يبني جنة السماء باقامتها على الارض ... وبهذا اقبل البشر على الاسلام الواسع القلب والذي يشفق على الكافر لعدم درايته (انهم لا يعلمون )ولكن بلا كراهية وبلا صغائر الانتقام ..بل الجنة بلا غل ...وزبدة القول انها الغيرة الحقة على الاسلام ومن ثم على المذهب والطائفة ان يكون الفعل على الارض ,والسلوك بين الناس من تجلياتهما ... فكان ان تنامى التفاؤل بين العراقيين ودفعت بالمفكرين والمراقبين لانتظار طيب ...وفيهم من يوشك على الجزم بان وقت الاختبار سيكون الاقصر ...
|