لم يهبط الإعلام الى هذا الدرك ولم يفقد الصحفي تأثيره ويتحول إلى مجرد ضجيج وجلبة كما في الزمن الديمقراطي الذي نعيشه. وإذا قلنا إننا لن نسمي المراكز الإعلامية للوزارات التي تستنكف وتتعالى على الرد على نداءات واتصالات الصحفيين, فلأننا لا نريد ولا نرغب بمزيد من إذلال وإهانة الصحافة والصحفيين وتوفير الفرصة لمكاتب إعلام هذه الوزارات ان تمد ألسنتها وتهزأ بها.. وفي ذات الوقت فاننا على يقين ان أحداً في مجلس الوزراء سيتابع ويستفسر ويتخذ الإجراء المناسب.. لأنه لا وجود لمن يفهم وظيفته وواجبه إزاء الإعلام, وكما اعتدنا مع كل العالم عليه .. يتصل الصحفي بمكتب الإعلام, يسأل, يستوضح, يستفسر فلا من مجيب.. فقد توصل بعضهم الى حكمة الاهمال وعدم الجواب وتجنب الازعاج والتعب ما دام الأمر على هذا القدر من التسيب والاهمال وانعدام المتابعة... ويقال ان من هذه المكاتب من دخل على خط العمولات وتقاضى الثمن وبأبواب مضمونة الإغلاق ولا فرصة لكشفها وفضحها.هل يمكن سؤال المكتب الاعلامي الفلاني عن صحة بيع استمارات بأكثر من مئة الف دينار للالتحاق بمعهد يعود للوزارة؟؟ أم هناك عصابة لخداع وسرقة المواطن؟؟ هذا السؤال صعب وشاق ولا يمكن لتلفون المكتب الإعلامي ان ينفتح له.. فكيف اذن ينفتح للسؤال عن تسعيرة التعيين بعشرات الدولارات في الوزارة ؟ ثم عن الثمن الاخر والقاضي بالمدح والإشادة بالنزاهة والزهد.... والى آخر المهازل؟؟ للمرض المزمن تأثيرات وانعكاسات على كل خلايا الجسم, والفساد عندنا والفوضى الضاربة, وكما رأتها المنظمات الدولية أكثر من مزمنة وصارت سلوكا وطبعا ودخلت الجينات والمورثات.. ويقول الخبراء انه وقبيل ان يقضي الفساد على نفسه ويستنفد آلياته ينظم نفسه ويدافع عن استمراره وينكر كل الاحتجاجات ضده ويتولى إخراسها.. فالفساد صار سلوكا واكتسب ألفة وامانة.. والى ان نصل هذه المرحلة فـــان الفساد يقترب من مدياته الــنـهــائيـة ... ومراكز اعلام الدولة ومستشاريها قد شملها الفساد منذ وقت... والمؤسف وما يبعث على التشاؤم ان مواهب وكفاءات واسماء قد اصيبت وابتلتها الموجة القذرة ...وغرتها قوتها ونفوذها ووقتها ان تعمد للسخرية والاستهزاء ودعوة من لا يعجبه الامر لنطح رأسه بجدار كونكريتي.وتداركا للمراحل التي توقعها الخبراء فان الطلب العاجل ان يكون هناك إعلام للدولة.. وهنا المقتل واستعجال الخرس.. تلك الصحف القليلة ووسائل الاعلام الاخرى قد لا تقوى على المزيد من مقاومة الأساليب المتجددة للفساد... ونقدم دليلنا الذاتي انه لا احد بين الفاسدين من يقرأ..كما لا طرف رسمياً يظن انه معني بمكافحة الفساد فيسأل.
|