الان ...والان فقط انتبه العراقيون لضخامة رواتب النواب وذوي الدرجات الخاصة ؟؟؟اين كانوا من هذه الحقيقة ؟؟؟البسيط والسياسي ورجل الدين والمفكر والبقال انفجروا فجأة بالاحتجاج والغضب على هذا النهب في بلد ثلثه جائع وكله يدعي الدين ويبشر بعدالة تأخرت اكثر من الف عام ....وبما يعني انهم كانوا يكتمون غضبهم ,ويخفون تحاملهم الى ان استجمع من استجمع مشاعرهم واحساساتهم ونطق باسم غضبهم فانفجروا معه وكان هذا الاحتجاج على ممارسات تتنافى ومتطلبات العدالة والاستحقاق وشرعة الدين ...وهو توقيت وساعة صفر ولحظة اضاءة لحالة الشعب وقلقه وفقدان ثقته بامور كثيرة ...فالواثق بنفسه لا يتردد في التشخيص وتسمية الظواهر والحالات والممارسات باسمائها ولا يتأخر عشر سنوات بكاملها ليقول للانانيين والجشعين انهم يتقاضون من المال العام ما لا يستحقونه وما لا ينسجم ومستوى عيش عامة الناس... هذا يعني ان هذا بداية ,وتعقبها احتجاجات على اخطاء وفضائح اخرى تضاف الى الحشد السابق ...على ان يواصل الشجعان شجاعتهم ويعبروا عن ثقتهم بانفسهم ومحبتهم لشعبهم واخلاصهم لدينهم لكي ينفسوا عن الناس كربتهم ويخففوا من تحاملهم ,ولمساعدتهم على التطابق مع انفسهم ويعبروا عما في دواخلهم ... كأن مركز المحنة العراقية في عدم الثقة ..عدم الثقة الشاملة ...ولذلك لا انسجام ولا تفاهم ولا حوار ...فالخائف والجاهل وغير الواثق من نفسه وموقعه يخشى الحوار والتفاهم ويفضل التجاهل والتعامي والدوران حول الحقيقة ....والا اين كان المحتجون من رواتب (المناضلين والمكافحين ومن تقطعت انفاسهم لتجسيد مبادئ الرموز ...) بيد ان من طبيعة الوقائع والاحداث والاشياء ان تكون هناك ردود فعل مقابلة ...وان لهذه الانتباهة المتأخرة استجابة معاكسة ...بان يبدأ الانكار والتسويف والتبرير ...وربما سنرى تبريرات وانكارات فاضحة تسهم ,بلا قصد في تثبيت الحقيقة ....الا ان الانتباهة والمسيرة نحو الصواب قد بدأت ..ويبقى الرجاء ان تكون باقل المتاعب والخسائر ...وان كان التعويض بولادة لقادة واجلاء لوجوه وترسيخ للتيار الوطني واقامة دولة المواطنة ....وانهاء (للفوضى الخلاقة)وعدم الاحساس بالمسؤولية ..واعتقاد كل واحد ان المسؤول واحد اخر غيره ...فبدت الدولة بلا سلطة جدية ..ولا من يشعر بالجدية في عمله ...وحينها سينظر السياسي بهلع لما غفل عنه وما لم يره ...من سلطة بايفاد دائم وبعدم اي انجاز مهم ولعشرسنوات تكفي لانجاز خطتين خمسيتين ونقل العراق الى دولة الرفاهية والسلام وتجسيد روعة افكار الرموز والامثولات ... الانتباهة الى بشاعة وصمت (المتقين والمضحين )على رواتبهم التي لا يتقاضاها نظرائهم في اغنى دول العالم تكشف عن الذعر وعن طفح مشاعر الغضب والاستياء وقد ينبه المسؤولين لتدارك الامر في ميادين اخرى ,يتكتم عليها المواطن ويعاني منها بصمت مؤلم ...وتكشف ايضا عن معدن الرجال ممن يعرفون انه لا بطن تنتأ الا على حساب بطن تغور...
|