من بين السادة النواب من كان ذلك الطفل الذي خالف كل ايهامات وايحاءات ومخاوف الجموع، وهي تنظر الى ملابس الملك العجيبة فقال بأن الملك عار، الملك بلا ملابس... وهذا النائب قالها أيضاً: العراقيون بلا إرادة.. فخالف ونقض وكفر... فالشعوب لا تعاب ولا تنتقد... والشعوب، بالأعراف السائدة، وبغرض المجاملة ولمتطلبات اللياقة والتهذيب لا يقال للشعوب الا ما يؤكد رقيها وقداستها... والحق، ومن زاوية معينة، فان الشعوب لا تشتم ولا يجوز التعميم بحقها.. إنما ولأغراض التشخيص والعلاج قد يتوجب تسمية السرطان باسمه، سرطان، وقد كان للحرص والحمية والغيرة الوطنية والتطلع لغد أفضل هي التي تحدو بالبعض لتسمية الأشياء بأسمائها.. فالشعب العراقي لا يقل عن شعوب المنطقة وهي ترى وتحدق بشجاعة وتتخذ المواقف.. فقد نهب العراق كله.. نهب ترابه وتحت ترابه وفوق ترابه.. نهبت آثاره وثرواته وأمواله، ونهبت جغرافيته وتاريخه وإنسانه... وهاهي مخلفات ما سقط من اللصوص تشغل الرأي العام من سرقة لعقارات الدولة، إلى سرقة لطمأنينة المواطن والى سرقة ضوئه ولقمة عيشه.. والى سرقة عقوله وكفاءاته وقذفها إلى المهاجر والغربة والى صيرورته حديث البشرية...والخ.
ولا تتزعزع الأرض ويفزع حمورابي وكل الموتى بكل أديانهم ويطلقوا الصيحة في أقطار السماء... ما الذي فعلته امريكا في العراق؟؟ ولماذا؟ ولكن لماذا الزلازل والبراكين وصيحات الصور ورج السماء اذا تقرر مصير العراق وربما كل المنطقة بناء على طبعه وتكوينه وموروثاته وخرافاته؟؟ هذه القيامة لم تنبه عقول ولم تثنها عن الانقياد لما تسرب الى تاريخها ومقدساتها من عقارب وافاع من شقوق وفطور اقدام الرعاة الحفاة .. ومن قلوب المتضررين والمغتاضين من الدين الجديد، وظل هناك وفي هذا العصر من يحتكم ويخضع ويطيع وبلا ادنى تأمل وتفكير لما لحق الاسلام ورجاله ورموزه ورسالته ومبادئه من تلك السموم والتلفيقات والتشويهات وكل ما ينافي العقل والمنطق، رغم ان الاسلام دين عقل ورسالة للانسانية بعد تدرجها ونضوجها... فالامر ليس في مقاصد وغايات امريكية بل في استعداد لقبول وضع النير في العنق والاندفاع وراء الخرافة وادمان سموم العقارب التي بدأت قبل اكثر من الف عام...وبدا الطائفي على غير احساس بالمفارقة وبما يحتقر العقل...مع مواصلة ادعاء الاسلام الذي احترم الانسان من حيث هو إنسان. المتخلفون بلا آصرة اجتماعية حقيقية.. ولا اكثر من نزاعات المناطق المتخلفة.. وبالتالي بلا ارادة اجتماعية دائمة واصيلة... وكان النائب هو الطفل النقي عندما اعلنها في الفضاء بان الشعب العراقي بارادة ضعيفة...وكان عليه ان يكبر قليلا ويتذكر بان الشعوب اطفال وانها كائنات بقلب بينما الحكومات كائنات بعقل وان الكبار هم الذين يصنعون شعوبهم.. ولذلك عندما بزغ القادة ودوى صوت الكبار التف العراقيون حولهم وتعلموا سريعا كيف يريدون...وعرفوا وتيقنوا انه لا مؤمن بالإسلام يرضى بأقل من السلام الاجتماعي وبوحدة البشر والاخوة معهم بالإنسانية بأقل تقدير. العراقيون بحاجة الى امثولات وقدوات والى من يثقون بهم ويمشون وراءهم... وان التشخيص الافضل والاكثر جدوى ومسؤولية بان الشعب الذي بلا ارادة هو بلا قادة...اذ لا وجود لشعب لا يريد ان يعيش وان يترفه وان يتمتع بالعيش المشترك.. وما الأفاعي والعقارب التي تسللت الى عقله الا من هزال السياسي، وشقوق وفطور دماغه.
|