عندما جد الجد, وتقرر توجيه ضربة عسكرية لسوريا, سارعت الأصوات في أمريكا وفي دول التحالف للتأكيد ان السيناريو لن يشبه ما حدث في العراق.. وأكد الساسة هناك بان الأمر سيكون مختلفا هذه المرة...ثم .. تغير الرأي بان تكون الضربة سياسية لا عسكرية, وبمثابة جر إذن اوصفعة على خد الأسد... أما إذا لم يتحمل ذلك وحدثت المصادفات وسقط النظام فذاك شأن آخر ويمكن لأمريكا ان تتبرأ منه والذي لن تكن نتائجه في كل الحالات مثل ما جرى في العراق... وهكذا فهاجس أمريكا, والشعب البريطاني (الذي صوت ضد ما قد يؤدي لعراق آخر ولم يوافق على الاشتراك في الضربة العسكرية) ودول العالم هو تكرار المشهد المأساوي في العراق وفوضاه الخلاقة والمتصاعدة منذ الاحتلال ... فهل كان هذا الواقع قد اشغل واقلق عراقيين وهم قلب ومركز المأساة؟؟ لو كان هذا النموذج السياسي بمواصفات سوية ما جرى الذي جرى... فاحدهم من صحاة الضمير يقول نائحا إن القطرة قد سقطت منذ وقت, اي قطرة الحياء.. قطرة الاحساس ...قطرة الوطنية... وان للفاسدين والجهلة ومدمني الكراهية تأثيرهم, وسرت سمومهم في محيط أوسع.. ووجد السياسي النبيل المخلص لنفسه ووطنه ومواطنيه انه اقرب الى الغريب... ولا جدوى من تحذيرات الطائفية ونواتجها الكارثية... فالتأسيس والبناء والخطوات خطأ في خطأ, ونفذ الصبر فكانت المطالبة بثورة ...بدءا بدوائر الدولة ...فما وقع على رأس العراق, جراء الاحتلال.. وجراء عملية الإنقاذ الأمريكية للشعب العراقي صار شبحا وتهديدا لشعوب العالم من مصير مثل مصير العراق... وبدا العراق في ضياعه قد مد يده لإنقاذ الأسد او إطالة عمره أياماً. كل المنطقة مذعورة مما سيحدث.. وينتصب العراق في آخر المشهد فيتطير الناس... وكان على الجميع ان ينظروا إلى داخلهم وان يتذكروا بان الهزات تهدد الأبنية الآيلة للسقوط.. وان الأحداث السياسية مجرد هبات ريح لا تقصف غصنا في شجرة قوية.. وبما يتعلق بالعراق فإننا نرى ان وضع المنطقة يمكن ان يشكل معجزة في إنقاذه... وان الخراب والفساد وعطالة البلد وطفح الأمراض على الأفكار والعقائد والتصرفات يمكن ان تبدو على أنها أعراض طارئة على العراقي, برغم خطورتها وهولها.. هذا اذا استفاقت الوطنية والتقوى وتفوق السياسي الذي فسد على نفسه وتجاوز واقعه وانتخى لقيمه وشرفه وأيقن انه ليس للعراقي غير العراقي... وان ما حدث لوطنه ومواطنه لم يكن بسيطا وعاديا.. بل صار درسا وعبرة وتحذيرا لكل ذي بصيرة... فهل ان هاجس العالم وهو يترقب مقطوع الانفاس لما ستفعله أمريكا بسوريا, سيوقظ بعض الفاسدين والطائفيين وممن يتغاضون عن دخول الاغراب الى بيوتهم... هل سيوقظهم لفعل فعل معجز؟ هل سيجنبون العراق من الأعاصير المنتظرة..؟؟ وهل سيجعلونها مناسبة للاغتسال والتطهر وبعث العراق الرائع؟
|