|
من يتقاضى أكبر رواتب في العالم وأمام أكثر من ستة ملايين جائع, لا بد أن يكون بمواصفات وخواص وطبائع خاصة.. ولا يمكن ان تكون له ذات الأحاسيس والعواطف والانفعالات التي للكائن السوي... بل من المجازفة مواجهة هذا الكائن الذي يمكن أن يضغط على آلاف الحيوانات بإبهامه ودون أن يرمش له جفن. هناك من يظن بأن الاحتلال هو الذي أفاض أمامهم الأرض بالذهب والدولار والسلطات وأعشى عيونهم وأدار رؤوسهم واثملهم ولم يصح كل هذه السنوات.. وان الوقت قد فات وإنهم اعتادوا وألفوا وصار لوضعهم بناء داخل نفوسهم... لا سيما وان اللعبة قد نسجت واحبكت.. ووضع أساس تجزئة المجتمع وضمان لهوه وانصرافه عن الواقع, وعما ولد من طبقة بلا مثيل.. يقال إنها توازي وتنافس أثرياء العالم... وان نماذج هذه الطبقة هائمة في عواصم الدنيا وربما لا تصلها هسهسات ونأمات هذه الاحتجاجات على هذا النهب الصريح والعلني والفاحش وفي أغنى الدول. الرأي أن حظ العراق نادر وعظيم في كل شيء.. وحباه الله بكل أسباب إقامة الجنة على الأرض.. وتجسيد الإنسان السعيد الطافح بالإيمان والمحبة إلا أن بين بشره العظيم المملئ بالنباهة والشاعرية من كان بمواصفات منقوصة وبما قد افسد الحياة ...تماما وقدر الحليب العظيم الفائدة الذي تفسده قطرة سم. العراق لا يحتاج لأكثر من خطوة بسيطة لينبثق باهرا لنفسه وللعالم، إنما ليس للإرشادات والتنبيهات والنصائح ان تمر الى عقول وقلوب أدمنت حالتها كل هذه السنوات. لا نسميها سرقة ونهب وضياع... إنما أين مئات المليارات من الدولارات والكافية لبناء وإعمار الصحارى وجعلها منتجعات يحلم بزيارتها الأمريكي والسويسري...؟؟؟ هل من معجزة تنتزع الثروات من كائنات كانت تستقتل من اجل دينار لا دولار..وتدنأ على منصب رئيس بوابين ؟؟؟ كل الأدبيات والتجارب ومنطق التاريخ تبشر بزوال الخطأ, وانتهاء المزورين والدنيئين والأوباش والجهلة ...وقد تكرر ذلك دائما ..ويتكرر مع الثملين والغائبين عن الواقع ...والأكيد انه لا اكبر من كأس العراق ولذا ستكون الصحوة هي الأكبر قسوة والأكثر مرارة ...ولهذا يتضرع العراقي ان تكون باقل الخسائر, وقد يطمع بمرورها بسلام ...وثمة من يتمادى في أمله وتفاؤله ويتطلع إلى قلب العيوب والفضائح والسلبيات إلى مزايا ومفاخر وانتصارات, ويأمل بإقامة عراق يشكل وجوده, مجرد وجوده، أنموذجا لما يريده وينشده الإسلام وعموم الإنسان ...فهل هو حلم واقعي؟ المحتل باشر عمله بما هو معروف, مدركا بان الرؤوس الغبية والمغلقة هي الرؤوس النووية الأكثر فتكا... وان إطلاق الغرائز بهذه الحرية (الخلاقة) وتسجيل هذه الأرقام بالنهب والجشع إزاء ستة ملايين جائع ,لتحتاج الى معجزة لتصحو وتتوب وترجع الى الله وتمتثل رموزها لدعوة البشرية الى الحياة... فهل تحدث هذه المعجزة, وان انتهى عصر المعجزات؟
|