لا يستطيع الأطفال الصغار أن يختموا لعبهم بلا خلاف أو شجار أو شتائم، بل تتناسب الحساسيات والعلاقات السلبية مع درجة النضج والوعي والتجربة.. ومن المعروف إن الكبار ينظرون أول ما ينظرون لميدان العمل الجديد إلى شركاء العمل.. وخير من يمثل هذا النزوع هم كبار نجوم الفن الذين يترددون من عمل بلا أنداد ووجوه كبار... فالكبير يكبر بالكبير... ويغدو ضوءا له.. وليس كما الصغير الذي يتضاءل حجمه مع الكبير. في المشروع السياسي, فأن الأمر على وتيرة أخرى, اذ يستدعي الصغار الصغار, وان تسلل, بالخطأ من كان كبيرا وموهوبا بينهم فسرعان ما ينبذونه كجزء غريب, ويتحول حجمه الكبير الى جدار يحجب عنهم الشمس.. وانهم قد لا يدركون تماما دونيتهم وضآلتهم الى جانبه.. بل عدم ارتياحهم وضيقهم منه... فلا تلبث التقولات والمماحكات الصبيانية تفعل فعلها... وبما ينتهي اخر المطاف الى تدني العمل وهبوط الشخصيات وتخلف المجتمع... وهو ما يبدو صارخا في مجتمع ما بعد الاحتلال.. وما حملت الموجة من سياسيين بلا موهبة ولا ادنى كفاءة, وفيهم, ولشدة بلادته وعماه ان صار يطلب التعويض عن وقت (جهاده وكفاحه) في امريكا وبريطانيا ومكابداته للحصول على أجوره من المخابرات الامريكية.. مثل هذا (الفدائي) مثل هذا المضحي لا يمكن أن يكون سعيدا مع سياسي آخر, قلق وتشرد وجاع وجاهد مع العراقيين وامتلأ بالمعرفة الحية والواقعية بينهم. ما يجري ان صغارا يستقتلون للاستئثار باللعبة ..وكل يريد الانفراد بالمغنم فكانت النتيجة التي يرتعب بعضهم من رؤية جذورها وأسبابها.. مكتفين بالواجهة الطائفية التي افضل ما في سيئاتها ان توحد وتجمع بين كافة الطوائف والتسميات من حيث الجهل والصبيانية والجشع الفاضح والتطير من وجود الكبير بينهم .... وقد حدا بالمتشائمين ان يفترضوا انقراض الكبار في مختلف الميادين..في السياسة والفكر والادب والمجتمع ..اذ لا سوق لهم بعد ..لا مكان لهم في ساحة (شفطت) وغيبت واخفت ليس فقط اكثر الثروات واعلى ارقام المليارات ..بل الثروة الاعظم في روح اجتماعية باهرة ..تعبر عن عمق واصالة ,وعن ايمان ديني, كان يمكن ان يقود الاسلام والمسلمين الى هذا القرن بجدارة وعظمة.. بين السياسيين من يحتاج الى الصحو.. الى الانتباه لنفسه ولدينه ولوطنه.. بل يحتاج لحكمة التأمل والتحسب وإعداد الجواب لسؤال المستقبل.. وبلا هذا الصحو سيبقى النهم وكرع الكؤوس إلى النهاية الفاجعة.
|