وأضيف رقم لقائمة مواثيق الشرف والاتفاقات, ولولا وجوه سياسية موثوقة وواعدة لانفجر العراقي غيضا وسخطا على وثيقة الشرف والسلام الاجتماعي الجديدة.. اذ لا شعب ينزف مثل العراقيين.. دماء وعقول وثروات ونفوس ومعان... ولهذا يتساءل العراقي ان كانت نيات السياسيين بيضاء وأصيلة عما منع السلطة التمهيد لمشروعها الوطني من اصدار قانون لتحريم وتجريم الطائفية.. ما دام الجميع يعرفون وبقناعة كاملة ان كارثة العراق الاولى تكمن في (الطائفية) وبالمنتفعين منها وخنقوا الفضاء بعفنهم وضجت الارض بفضائحهم .. رغم ان العالم أمريكي وانفاسه بقبضة امريكا.. فهل هناك ما يحول دون اصدار مثل هذا القانون وكل السياسيين ومراقبي العالم يعزون خراب العراق للطائفية؟ بل هل خطر للحكومة ان تعيد الهيئات المستقلة الى الدولة ؟ ها هي هيئة الاعلام صوتا حكوميا معلنا وعلى نحو فج , فلا يجد المختلف بينها اية فرصة. المأساة ان بين السياسيين من لم تصله مأساة العراق.. وان هدير الدم المتدفق لم يبلغ أسماعه الا كالحان شلال في مصيف, ولا توقف على ملايين الايتام والارامل والجياع, ولا على حجم طالبي الهجرة ولا على اخبار العمالقة يموتون في بلدان العالم ..ولو استحدثت سجلات غينس للارقام القياسية حقلا للاحاسيس البشرية لحصل سياسيون عراقيون صدارة السجل في ضمور الإحساس.. بينهم السياسي الذي ولد بنقص بالاحساس وبنقص في رؤية المستقبل, وفي رؤية المصير, وفي رؤية العواقب .. وما يقوله بعض أقطاب السياسة عن بعضهم البعض عن حجم الأمية والغباء والجهل يكتمل صوابه عندما يقولون ان من السياسيين من ينظر الى الوادي الذي يحفره لبلده ولنفسه على انه وادي السعادة لا وادي الجحيم ... ومن الطبيعي لمثل هذا النموذج ان يجهل صنع السؤال عن العنف والقسوة والارهاب وما هي ورشاتها ومصانعها وارحامها ودور السياسة في خلقها. العذاب والمعاناة والمكابدات تعلم الرجال, ولكن الاهوال كالتي في العراق أنجبت شعبا فيلسوفاً, وما عادت تنطلي عليه لعبة الطائفية, ولا تصديق من يشتمها ويلعنها... اذ ليس هناك ما يمنع من تجريمها وتحريمها بدل هذه المؤتمرات والمواثيق التي تمليها محاذير واعتبارات معينة.. والتي تؤكد وتعيد لذاكرة البعض فداحة عدم إحساس بعض السياسيين.. وكان العراقي ازاء وثيقة الشرف والسلام في حيرة وهو يرى بين المتعاهدين من يثق بحكمتهم ويتساءل ان كان هؤلاء قد توهموا ...ام ان يأسهم هو الذي أملى عليهم التشبث بقشة.. والعمل بالممكن والمتاح وتغليب الأولويات لتجنب ما يمكن تجنبه مما يقترفه الأميون والجهلة وتجار الطائفية ومن عديمي الاحساس.
|