يحدث أن تشجع الأحزاب المتنافسة والمتصارعة بعضها البعض, ومن طرف خفي, على التمادي في أخطائها وممارستها التي تنمي الاستياء الشعبي منها.. وتتركها لان تقتل نفسها بنفسها.. وقد يتبرع الحزب الخصم على تنبيه الناس الى مظالم وانهيارات ذلك الحزب.. وقد انتبهنا الى مثل هذا التكتيك ولتلك اللعبة على تشجيع طائفية الخصم الطائفي ..وقد يجري بإمداده ,وبالخفاء أيضا ,بالفكرة والحجة والدليل الذي يعزز طائفيته... وصولا لتشويهه ولفظه من قلوب حتى جماهيره. إلا ان القذارة لم تبلغ بخصوم السياسة أن يستخدموا حياة المواطنين أوراق لعب لتشويه الخصم وإسقاطه ...وهو الحاصل في العراق, وربما في الأرض العربية... ولم يعد ممكنا إخفاء اللعبة التي لا يجرؤ عليها غير إبليس في أن يقتل هذا الطرف الناس لا لشيء الا لتوليد وإشاعة الاستياء والغضب على طرف آخر.. وغدت حياة البشر مجرد ورقة لعب سياسية, وهذا ما لم تعرفه صراعات السياسة... إبادة المواطنين عمل سياسي في طبقة السياسيين المبعوثة من الجحيم... في حين ان السياسي هو الشاعر الأعظم والذي يكتب مشاعره وقصائده في عمل مباشر في حياة البشر, السياسي هو الاكثر تحسسا ومعايشة لأدق مشاعر مواطنيه والأكثر تماهيا مع آمالهم وتطلعاتهم.. وربما تمنى غاندي ان يموت ألف موتة لكي ينثر رماد جسده ألف مرة في نهر الغانج وتسميد مزارع الهند.. في حين ينحر سياسي الوقت مواطنيه لتسميد جذور منصبه.. فهل حدث هذا في العالم؟؟ إنهم يحررون مخيلة الشر ويمكن تصورهم وقد وضعوا القنبلة الذرية في طريق خصومهم ليعثروا عليها ويستخدمونها وبما يضع هؤلاء الخصوم تحت طائلة الإدانة... والمهم فأن أي طرف يلعب بورقة حياة مواطنيه لا يمكن ان يكون سياسيا ولا إنساناً, ولا حتى مجرما ارضيا ...وان اعتياد هذه الممارسة لا تخرجها من الجحيم. ولكن الجحيم متحقق ومتجسد بدءا من أعمال الذبح ونحر البشر باسم الله... ومن استكلاب العقول المغلقة وتسويغها لكل ما يرضي فائض كراهيتها وأحقادها من نصوص وتقولات وتفاهات منافية للعقل والمنطق ... وبدا الدين قلبا لكراهية الحياة, ونفورا من المحبة والتسامح والأخلاق... لذا ...لا غرابة ان يعمد مثل هذا البشر لإبادة البشر لغاية شيطانية ترمي للسيطرة والهيمنة والاستحواذ والنهب ... ولا شك ان علوم الإنسان ستقف حائرة وهي تدرس سياسي يبني عرشه وطائفته بأرواح مواطنيه.
|