10 آب، ثالث أيام عطلة الفطر، أطلق البعض عليه اسم (السبت الدامي)، لان العراق مثل كل مرة، صحا على نهار جديد من التفجيرات التي هزت العديد من المحافظات، لا حرمة للعيد ولا لمتنزهات الأطفال ولا لأرواح الأبرياء، ومتى كانت للقتلة حرمة او ذمة او ناهية من دين او ضمير؟!ولعل جسد العاصمة تلقى النصيب الأوفر من الضربات الموجعة، مفخخات في كل مكان، حي العامل والكاظمية والشعب والسيدية والدورة والزعفرانية والبياع، وهنا وهناك مثل كل مرة، حيث يطيب للإرهابيين الذين يتحكمون في الشارع، ان يزرعوا بذور الموت ويرسموا صورة الدمار، لا احد في ارض الأنبياء والأولياء والصالحين يمتلك حرية التصرف والحركة كما تمتلكها ذرية ابن لادن والظواهري والبغدادي الفاسقة، وكأنها تتنقل بطاقيات الإخفاء، لا تراها عين ولا ترصدها سونارات، وهو امر طالما أثار دهشتنا، لأنه يحدث في ظل قوة أمنية عسكرية من شتى الأصناف، يصل تعدادها الى اكثر من مليون و 250 الف فرد، ومثل هذا الرقم المفزع لميزانية الدولة بمقدوره غزو الصين، وتحقيق نجاح باهر في اية حرب عالمية!!11 آب، الأحد آخر عطلة العيد، وهو اليوم الثاني على التفجيرات، وكما يحصل في كل مرة، تبدأ حرب تضليلية على المواطنين، تقودها الفضائيات وتصريحات المسؤولين، مهمتها إتلاف البقية الباقية من (أعصاب) الناس وتشجيعهم على طلب اللجوء الإنساني إلى دارفور !!أكثر من فضائية أشارت إلى أن الحصيلة النهائية لتفجيرات السبت، بلغت (98) شهيدا، بعد ان التحق بركب الضحايا عدد من ذوي الإصابات البليغة، فضائية (الحرة عراق) اكتفت بنقل المعلومات الصادرة عن وكالات الأنباء وتصريحات بعض المسؤولين الكبار في العملية السياسية، فوكالة رويترز ذكرت ان حصيلة تفجيرات (بغداد) وحدها بلغت 57 شهيدا وأكثر من 150 جريحا، أما وكالة الأنباء الفرنسية فأشارت الى وقوع 74 شهيدا و324 جريحا، ولكن وزارة الداخلية العراقية كان لها رأي آخر، مغاير تماما، حيث أعلنت : ان عدد الشهداء (2) فقط، وعدد الجرحى (28)، غادر 15 منهم المستشفيات (لاحظوا الفرق بين ـ 57و74 ـ وبين ـ2ـ علما ان التفجيرات شملت أكثر من 7 مواقع، ولاحظوا كذلك ان التلاعب في الأرقام قد وصل إلى الشهداء !) إياد علاوي يدعو الحكومة الى الاستقالة، لان زمام الأمور فلت من يدها، حسن السنيد يبرى الحكومة من التقصير بصورة غير مباشرة، لان مسؤولية التفجيرات من وجهة نظره تتحملها السعودية وقطر والأردن (هذه المرة دخلت الأردن على الخط !) احمد الجلبي يعلن ان هناك (6) فرق من الجيش والشرطة تحمي بغداد، ولكن ثقلها الأساس موجة لحماية المنطقة الخضراء التي تعيش حالمة رعب مخافة ان يتكرر سيناريو الهجوم على سجني التاجي وأبو غريب، الشعب العراقي وحده كان يحتفل من غير محاذير أمنية بعيد الفطر المبارك، لان الأيام الدامية أصبحت جزءا من برنامجه المعتاد، وكما يحدث في كل مرة، تولت عشرات السيطرات المتشددة في التفتيش، وما خلفته من زحامات مرورية خانقة، إفساد احتفالاته البسيطة بالفطر المبارك !!
|