تحققت تحليلات ورؤى وتوقعات كارل ماركس بشأن رأس المال الذي يقطر دما بأكثر من تصوراته، فرأس المال يتدفق دما وحيوات دول وشعوب, وسندها ومعينها وفيلقها الضارب تخلف الشعوب، وخصوصا حكامها الجهلة والأكثر ثملا بكراسيهم واوهام قوتهم.. فتتفجر الخلافات والنزاعات والحروب الداخلية والخارجية بعد ان غذتها بالخفاء مناهج وخطط وسياسات وحوش الرأسمالية.. وبما يوهم الحكام والشعوب انها انما تقرر بنفسها موقفها وتختار طريقها وتقاتل وتختلف وتحارب لأنها قررت ذلك ولا يخطر لها الفعل الخفي للسياسات الامبريالية في تقرير موقفها، فالامبريالية بوجه لامع وناصع وموضوعي وبعيد عن النفعية، ولايطفح قلبها بغير محبة الشعوب والحرص على حقوق الانسان، أي انسان, ولا يبدو للاغبياء والمغفلين من مخالبها وأنيابها غير استطالات ذهبية.. ولهذا دخل في روع المغفلين ان أمريكا قد دفعت جيوشها الى العراق وعبرت الأرض بهدف ضرب نموذج مسيحي في التضحية لأجل العراقيين، ولحمل من حملتهم الى سدة الحكم.. مع رهان على جياع المال والجاه والسلطة في تسريع وتيرة بلوغ الهدف، علما ان امريكا (وهذا ليس دفاعا عنها) لا تزرع بذور الفتن والحروب.. بل تستزرع بذورا موجودة. ما الجدوى من التحذيرات والإنذارات وصرخات الرعب من الآتي اذا تضاعفت غفلة المغفلين بثمل السلطة والثروة والغزل بالوقت الآتي؟ ولكن انغلاق عقول في السياسة دفعت قطبا في السياسة مثل الدكتور احمد الجلبي للاعتقاد ان امريكا لا يعنيها كثيرا امر العراق وربما لا تحترمه ما دامت الكهرباء ذاتها قد صارت مشكلة مزمنة وبلا موقف مناسب.. وربما لامت امريكا نفسها لانها اجهدت نفسها لرسم سياسات بلا ضرورة، فالامر ابسط من ذلك ..وان التجربة في كردستان وعلى تواضعها كانت مبهرة لبقية انحاء العراق ولكنها لم تثر السؤال، لماذا ولماذا؟؟ ما الخاصية في كردستان والتي تفتقدها الحكومة المركزية؟؟؟والى اين يمضي العراق؟؟ وما مصير متجر او مخزن او بسطية لبيع الخضرة اذا لم يكن هناك حساب للمصروف والمدخول ؟؟وما دور السياسة في توليد العنف والارهاب والفساد؟؟ تعرض السيد عزت الشابندر بشجاعة الى دور المداهمات العشوائية في خلق ردود فعل وصنع العنف والإرهاب. المواطن محمد مهدي الموسوي يفقد صبره في المكان العام وينعت الشعب بالعجز وانه المسؤول ويتحمل قسطه في هذا الفساد والعنف والتهجير والتفجيرات وطواعين الطائفية، وما كان لطرف غير عراقي ان ينفذ بشره الى العراق من غير فجوة في الجدار العراقي، فهل يمكن القول ان المغفلين وسكارى السياسة يستحقون السقوط في الحفر ووديان الجحيم الموضوعة في دروبهم والتي يتوجهون اليها بحبور,وعلى ضوء انعكاسات مخالب وأنياب الذهب؟؟؟
|