منذ الاحتلال لم يطلع علينا من يسمّي ويصف حال العراق كما فعل السيد المالكي.. فقد قالها بصدق وعفوية ووصف الوضع السياسي وأوضح سره وشرح صيرورته ومستقبله عندما قال بلسانه لتلك الفضائية بأن ذلك المحسوب على الأمريكان يدخل إلى المنطقة الخضراء الأسلحة الكاتمة والسيارات المهربة، ويستولي على القصور وفي ذات المنطقة الخضراء وله منظمة حماية أمنية ويحذر منه العسكر، عسكر المنطقة الخضراء.. فإضافة لسطوته فانه يضع يده في بطون الكثيرين، ممّا اضطر نجل المالكي (احمد) لأداء المهمة التي عجزت سلطة المنطقة الخضراء عن تنفيذها وألقى القبض عليه، فثارت ثائرة المنتفعين منه وانبروا لتشويه سمعة نجل المالكي.هذا الواقع الذي كشفه السيد المالكي عبر لقطة في المنطقة الخضراء يتجاوز العقل والتصور والخيال، وقد لا يمكننا تسمية عشر معشار أبعاده ومعانيه وعواقبه.. وإذا اقتربنا من الهوامش تذكرنا أن المواقف والوقائع السياسية المستوردة والمصنوعة من الأجنبي تخلق معها هاجساً دائماً بأن أقدار البلد تكمن في قبضة الأجانب، وان اصطدام الذباب في الفضاء فبفعل خارجي، وهي هواجس تجدد من طمأنينة الأجنبي بدوام السذاجة والبلادة.إذا كان المحسوب على المحتل بهذه القوة والسطوة والنفوذ وفي المنطقة الخضراء ذاتها.. ويحتفظ بأكداس الأسلحة، والأسلحة الكاتمة وأساطيل السيارات وأعداد القصور فأي شيء إذن لم يتضح؟؟ ما الصعوبة في تفسير كل هذا الفساد والخراب والفوضى والمأساة المتفاقمة للإنسان العراقي في أمنه وصحته وقوته ومأواه؟؟ وكيف لا يصاب ثلثه بالأمراض النفسية، كما لاحظت ذلك المنظمات الدولية..ويعاني ثلثه من الجوع والبؤس والى آخر القائمة المعروفة الا من الغائبين عن الوعي في ثملهم، واية سلطة هذه التي تعجز عن مواجهة عراقي فعل كل ما فعل لمجرد انه محسوب على الأمريكان؟؟ ما هي حدود إنسان آخر يحمل الجنسية الاميركية فعلاً؟ ما كشفه السيد المالكي، او ما قاله على فضائية السومرية يشل العقل والتفكير، وانه لهول معناه قد يجلب البله وموت التفكير، ولكنه أيضاً يساعد ابسط المدارك على ان يرى واقعه كما هو... يرى العملية السياسية ويرى السياسيين وكيف يرون ويفكرون، ويرى مصيره ومستقبله. النظر إلى قول السيد المالكي، ومن أية زاوية كانت، من شأنه أن يوضح الواقع العراقي الذي لهوله، ولا منطقيته بدا غامضا للبعض، ويصعب تصديقه، ومن شأنه ايضا ان يبعث التفاؤل والثقة بنضوج وحكمة الشعب العراقي الذي لم ينتحر ويفنى باسابيع وفيه واحد له كل هذه السطوة ولكل هذه السنوات ويعيش في المنطقة الخضراء ولم يجد من يتصدى له غير نجل المالكي. قول المالكي لا يحتاج فقط لتأمله ودراسته، بل ويدعو المواطن لان يراجع نفسه،.و..فقط..الفتق بسعة جرح وماساة العراق.. ومحاولة الترقيع والاستدراك ستبدو مضحكة وتضاعف من سعة الشق، ولا حل بغير التمسك بالعراق وبغير حب العراقي حد العشق، وساعتها ستنتهي الحيرة.
|