مؤيد عبد الزهرة
هل سمعتم بمن (صمت دهرا ونطق كفراً)، هو حديث عن ذلك الذي أراد ان “يكحلها فعماها” ومثل هذا الأنموذج لدينا اليوم الكثير ويفيض عن الحاجة، من “سياسيي الغفلة”، الذين يضعون أنفسهم في الواجهة ويمتطون ألسنتهم ويطلقون لها العنان بكل غباء للدفاع عن الحكومة، في محاولة لتلميع صورتها وحرق البخور لمسؤوليها بمناسبة ودون مناسبة. المشكلة ان من احتل الشاشة مسؤول في لجنة نيابية في غاية الأهمية ومعنية بالدرجة الأساس بأمن الوطن والمواطن، غاب عنا فترة ليست بالقصيرة ليظهر مع سلسلة التفجيرات الإرهابية ويدلو بدلوه موضحا ومبشرا العراقيين بان “القاعدة لم تصب أهدافا حيوية”.. وعليه فلتطمئن النفوس وليعش المواطن قرير العين وينعم بالسلام لان الأهداف الحيوية في البلاد لم تصب!! يا ترى ما هي الأهداف الحيوية اذا لم يكن الإنسان قيمة عليا ، وهل بلغ الامر بنا ان نحسب على قطيع الأغنام الجاهزة للذبح والسلخ كل حين، لان الناس من أبناء العراق الوطن المستباح من كلاب القاعدة وكل قوى الظلام والشر ليست “أهدافا حيوية” بحساب النائب المسؤول، عشرات ومئات بل وآلاف الضحايا من نساء وأطفال وشباب وشيوخ يسقطون كل يوم في المساجد والأسواق والشوارع والساحات والملاعب الشعبية والأحياء السكنية بفعل مفخخات “القاعدة” ليست “أهدافا حيوية” يا لدمنا الفائض ويا لرخص وجودنا. 2 ترى كيف يعرب، او يصرف، أو يفسر لنا هذا السياسي سلسلة الانفجارات التي طالت مدنا واحياء تجاوزت الخمسة عشر انفجارا في صبيحة واحدة وأين يضع استمرارها في ذات المناطق وابعد بين الحين والآخر، هل وقف قليلا ليراجع أرقام الضحايا من ابنائنا الذين مزقتهم الحرائق والانفجارات الارهابية، وحولتهم الى أشلاء في رمضان وأيام عيدي الفطر والأضحى ولا نريد ان نحيله الى بقية التقويم الزمني للأيام والأشهر بل وحتى السنين الماضية وكم ازهقت ارواح بريئة من اصغر قصبة الى اكبر مدينة وعلى امتداد خارطة الوطن . لقد اصبح الموت المفخخ زاد الأنباء اليومي والحدث الأول على شاشات العالم حتى بات مع متوالية الدم خبرا عاديا ، بل ان الفضائيات ستصاب بالدهشة ان لم يكن هناك ولو انفجار واحد في العراق!!. انها حرب مفتوحة بكل معاني الكلمة وهي لا توفر احدا فقد طالت الناس والشجر والحجر، او ليس استهداف المواطنين استهدافا حيويا في الصميم، ام ان استهداف البنايات هو الاستهداف الحيوي؟ يكفينا استعراضات وتصريحات بائسة، ولا نحمل الامر اكثر مما يحتمل فكل شيء بات واضحا وفاضحاً. ثمة اختراقات متعددة في غير موقع وميدان وثمة ثغرات كثيرة شكلت وتشكل حاضنات للإرهاب علينا ان نقف أمامها ونواجهها بمراجعة مالنا وماعلينا وليبدأ كل شيء بالمصارحة، بكشف الحقائق، بتعرية المتسترين بفضح أوراق اللاعبين الأساسيين والثانويين،حتى نتمكن من إيقاف المجازر، ووضع حد لعجلة الموت التي تدور في البلاد.
|