جراء التباسات, ومصادفات, وظروف عرض علينا الكاتب والصحفي والباحث وصاحب الذاكرة العراقية الاستاذ شامل عبد القادر ان نستأنف النشر في جريدة المشرق الغراء, وأعقبه بالدعوة الكريمة رئيس تحرير الجريدة المتألق وصاحب الاحلام والكوابيس الأستاذ صباح اللامي. بيني وبين الصديق صباح (زعل) وخلاف وما الى ذلك... ولكنه عندما سمع بإمكانية قبولي لإعادة مقالي الى صفحات المشرق عاجل بإجراء وهو يردد انه يطمع باسم الكاتب ويرجو أن يتشرف بالإسهام في الاحتفاء به.... ونسي كل ما كان بيننا, ولا يفعلها ولا يقترب منها من يجهلون الثقافة فما الحال مع من لا يقرأون ولا يكتبون وهم ينعمون بالثروات والامتيازات من مواقعهم الثقافية؟؟ قلنا كثيرا اننا نرغب ان نكون كباراً، وان نتصرف كبارا مع الكبار, وان جريدة المستقبل العراقي هي الاولى التي احتفلت ورحبت بقانون تقاعد الصحفيين وأقامت تكريما لكتابها.. وان هؤلاء الكتاب يرون في ادارة الجريدة وجها مرئيا للمجلس الاعلى وبما دفع بعضهم لمحاولة الاتصال والتواصل المباشر مع السيد عمار الحكيم لذلك سارعنا للإعراب عن شكرنا وامتناننا للسيد صباح اللامي, دون ان نخفي اعجابنا وتوقنا لجريدة المشرق, ربما حنينا لسنوات طويلة من فترة التأسيس ولقراء نكاد نعرفهم بقلوبنا ولنجاح يغري كل كاتب... الا ان للأخلاق معرياتها. واذا لاحقتنا تهمة حسن الظن وسلامة النية الا ان شخصيات في المجلس الاعلى كانت سباقة بمواقف رائعة وجميلة وكريمة ..ثم نظيفة ووطنية.. وهذه عملة نادرة في هذا الوقت, فقلنا للأستاذ الكبير بموقفه صباح اللامي اننا ننعم بثقة واهتمام وتقدير ادارة الجريدة, وبرضى عن انفسنا لأننا نعمل مع طرف يبعث في العراقيين التفاؤل والثقة والطمأنينة. الصغار يتحينون الفرصة لإذلال الكبار والانتقام منهم... عكس الكبار الذين يشعرون من يلجأ إليهم ويلوذ بهم بأنهم اصحاب خطوة وفضل عليهم وهذا هو المثقف الكبير الذي يتفوق على شيخ العشيرة الكريم بأن يروا في كل مثقف واحدا من عشيرته وأبناء عمومته...ولذا تفاخر بعضهم انه من عشيرة المثقفين ومن المتعصبين لها. والمثقف ليس الذي قرأ بعض الكتب وحمل المؤهلات العلمية والشهادات الدراسية, فبينهم من سيبصق عليهم المجتمع والتاريخ.. بل المثقف من امتلأ قلبه انسانية ومحبة وتقديرا للحياة الإنسانية... وهل الثقافة سوى دعوة للتسامح والمحبة واحتفاء بالحياة النقية؟ لقد كان الاصدقاء في جريدة المشرق كبارا في تعاملهم معنا وفي فهمهم للأخلاق في جريدة المستقبل العراقي ومعينها العراقي.. المجلس الأعلى.
|