خسر الرهان الكبير ,وخسر معه كارتات كثيرة للاتصال بالصحف بشأن التعامل مع الصحفيين من النواحي المختلفة ...واصل الرهان حديث ذلك التجمع عن تدني حال الصحفي وحال الصحافة وعصف الاعصار الفاسد ببعض مفاصلها ...وأنحى ذلك العجوز باللائمة على شيخوخته التي خربت ذاكرته ,بل ومسحتها لأنه وهو العتيق لا يتذكر اي اسم ووجه من امناء هيئة الاعلام ...بل ان ذاكرته باتت توهمه وتخادعه وتوسوس له ان الاكثر اذى وتملقا قبل الاحتلال هم الاكثر بروزا وحظوة بعد الاحتلال ووفق اعتبار واضح ...وما التوجس من ذكره الا البرهان على حقيقته ... وتشعب الحديث وتنامى غضبه وسخطه بوجه الشطر المعتدل الى درجة حساسة فكان المقترح باستنطاق الواقع وقبول الرهان فكان ان اضاف هذا الرهان قائمة اخرى من العيوب والفضائح الى جانب دخول المحتالين والمضاربين والمستثمرين حقل الصحافة ..وقيل ان هناك من جمع اشد المهن والأعمال تناقضا وتضادا ومن بينها إصدار الصحف ,وهذا الواقع وهذا (الموبايل ) وجرب ,واعرض واطلب وتفاجأ,, والقلم الجسور من يذكر أساليب الاحتيال والاستغلال ..وعلى الخصوص من يذكر اسماء كبيرة وراسخة وقد اصابها ما اصابها ... انا فلان اطلب عملا في جريدتكم ...فيأتيه الجواب مرحبا ..وانه لشرف ان تعمل معنا وأنت حر بكل ما تكتب على ان تراعي أمرا غاية في البساطة وهو تجنب التعرض للمادة الفلانية والأمر الفلاني لا أكثر ولا اقل ... وجواب الجريدة الأخرى اكثر تهليلا وترحيبا( وان تتذكر وأنت أستاذنا ان تشاركنا في احترام ثوابتنا ومقدساتنا..) وكذا جواب الصحيفة الثالثة بمقدساتها المختلفة...والرابعة والخامسة ......ولو انبرت فضائية بهموم عراقية وأجرت تحقيقا استقصائيا عن مصادر تمويل صحف ومن يقفون وراءها وتاريخهم ونوعية تعاملهم مع المثقفين والصحفيين ..بل وسرقات (رؤساء مجالس الإدارات الكاذبة ) من مبالغ التمويل فان الاثارة ستصل غايتها وتتبين فداحة مهزلة الإعلام...وفهم هذا اللغط الذي انتبه اخيرا الى انحطاط وضع الثقافة والمثقفين....والأكيد انه لا أوسع ولا اثرى من الفرصة السانحة للدارسين وللباحثين عن الحقيقة ,ولطلاب الاطاريح الجامعية , وربما وعن الاثارة لكشف خبايا عالم الصحافة المكشوفة والمعروضة للجميع ,والى حد الابتذال وبما يتساوق وينسجم مع مرحلة الفوضى ومديات الفساد القياسية ... المفارقة ان هناك من يتحدث عن الديمقراطية ..وان المرحلة هي الوقت الذهبي لقلب ومعنى الديمقراطية :الصحافة... اليك ,ايها العجوز ,هذا الطرف الاكثر تهريجا بشعار الحرص على الصحافة والصحفيين ,واعرفه بنفسك لكي تقف على نظرته الواقعية والعملية وستجد صور المتسولين تنعكس في عينيه وتصرفه وقراراته ,,فأية غرابة إذن في هذا العنف وضحالة التفكير,وفي تهافت هذا وذاك على المناصب ونهب الثروات ولكل هذه السنوات؟ اللصوص والقتلة يراقبهم صغار وأدنياء وقد يبرعون في امور كثيرة ولكن ليس من بينها الثقافة والعمل الصحفي ..وربما هذا هو القول الاخير..
|