فرضية سحب العقول العراقية المبدعة من بعض دول أوربا تتوقع إيقاع تلك الدول في حرج.. وهذه العقول متنوعة في الطب والهندسة والعلم والأدب والبحوث... وها هي الأصوات الحزينة تندب نهايات بعضهم وتراهم يرحلون في المنافي والمهاجر بصمت الشموع. مقابل هذا العدد من العبقريات يُفاجأ المرء بهذا العدد من القردة المتملقين, وممن درجوا على حمل المباخر ونقر الدفوف للمسؤولين ولمن يعدون بمنافع وغنائم, وهؤلاء, وبالضرورة, من الاغبياء والمعوقين والضحلين.. وتقاس معاناة الشعب وحجم مآسيه بعدد من وصل منهم الى سدة القرار..ومن بين اعراض إصابة المجتمع بهم, انه تتسيب الدولة وتتضاعف فوضاها ,ولا احد يدري بأحد, والسلطات تغدو بعددهم, وهذا مشروع بوابة بغداد السكني العملاق ورغم مضي السنين فان احدا لا يدري وضعه وحالته ومصيره حتى اعلى سلطة في الدولة, وللمرء ان يتصور مصير المواطن عندما يقع في قبضة العدوانيين والحاقدين والجشعين.. وما تعرض له زميلنا مؤيد عبد الزهرة في احد مقالاته عن اعتقال احدهم لتشابه الاسماء يتكرر كثيرا..ويتحول هذا الاجراء لابتزاز الضحية ولذويه... وقد يطلع هذا الضحية الوديع غاضبا وساخطا وعنيفا ..وربما إرهابيا ... والسبب هو كثرة وجود الأميين والمتملقين والقردة في اجهزة الدولة. اذا كانت يد القرد تتنقل بين مؤخرته لاعنا وبين جبينه راضيا وشاكرا, فان الانسان عندما يكون قردا فان شخصيته تتواثب بين التملق ومسح الأكتاف, وبين الشتم واللعن وطبع الضبع القبيح .. والقردة هؤلاء هم ابطال الهتافات والقتل والسحل ..وليس غيرهم من اقاموا المشهد المتوحش في العائلة المالكة وما تكرر مرارا... وهؤلاء ,ولخلوهم من القيم والاعتبارات, ولإحساسهم بالضآلة يفسدون المحيط الذي يحلون به ,واذا كان هذا المحيط يتعلق بالدولة وباتخاذ القرار نزلت الكارثة بالدولة.
|