يظن مواطنون, وسياسيون, وإعلاميون, أن من قادة الدولة من يستغفل الناس وهو يفسر ويسوق الاعذار ويعلل الوقائع والأحداث وأسباب الجحيم العراقي, يظنون أنهم يتذاكون ويبتكرون ويبدعون ما يخدع العراقي ويقنعه بأقوالهم, في حين ان الحقيقة لا تتجاوز انهم أغبياء ومغفلون, وتلك حدود مداركهم, وأنهم واثقون وموقنون ان هناك من يصدقهم, فالتجربة تشهد لهم والواقع لا يمكن تكذيبه.. فقد انطلت لعبة الطائفية, وتأسست وصار لها وجود وبناء لدى بسطاء الناس, واغلب الناس بسطاء, وتاجر الطائفية ليس بسيطا فقط بل وغبيا ومعدوم الضمير وبلا ادنى غيرة على الدين والوطن والناس, وما خطابهم البليد الا من تجليات مغفلين بأنياب اسطورية تنحر بلدا عظيما مثل العراق بشعبه وتاريخه ومقدساته على مذبح منافعهم ومصالحهم وضغط كراهيتهم. لا ..لا يستغفلون احدا بتفسيراتهم وحججهم وتبريراتهم.. وان بلدا قد سجل كل هذا الفساد وكل هذا النهب غير المسبوق وكل هذا الدم المسفوح ليشهد بوجود عقول تقرر وهي على درجة قياسية من الغباء والغفلة والاستغفال.. وبما اقنع العقول الرشيدة بان مصير العراق مع هؤلاء الاغبياء هو الاقسى والأبشع والأشنع... وأنهم من الغفلة وهم يمزقون ويحرقون العراق بالطائفية انهم راضون عن انفسهم ويبتسمون لها مثل اطفال في ارجوحة.. والأكيد ان الاطراف التي ستعلن امبراطوريتها بعد عقد من السنين, مثلا, ستعترف بأنها مدينة للأقدار التي وفرت لهم عقول وشخصيات مغفلة تبرعت لتحقيق احلامها وأمنياتها... عقول تتحرك عكس التاريخ, وبدل ان توحد شعوبها تمزقها, وبدل ان تثبت براعتها القيادية باحتواء النقيض والنافر تنتزع وتطوح بالواحد وتفتته.. فلا غرابة ان تتفوه بالبليد والساذج والمقرف على انه جاد ومقنع وفلسفي.. ولم يراعوا الشكليات ومتطلبات اللياقة وأوليات الخطاب السياسي في التظاهر باحترام مبدأ المواطنة واتخاذ اجراءات وخطوات امام العالم في هذا الشأن ..والأكثر فان نيات هذا السياسي وما يظن انه يضمره ويخفيه انما معلن وصارخ وبأجراس الكترونية.. ويحسن الظن ويضع نفسه في الحرج عندما يظن المرء بان القادة إنما يستغفلون العراقي بتبريراتهم وتعليلاتهم المضحكة المبكية, وكأن وباء الطائفية في بلد آخر لا في العراق وان الثروات الأسطورية لم تنهب من العراق ولا كان كل هذا الموت بأسبابه المختلفة في العراق. للعراقي الفطن والقادر على ان يرى... له ان يشقى ويتأسى على بلده المصاب بهذا القدر من الاغبياء الذين لا يستغفلون المواطن حتى بكذبة شعار المواطنة, فيتحسسون منها وينصرفون للطــائفيــة كباب واسع للثروات والاعتبــــار بين البسطاء.
|