وكما القناعة بان رواد الحانة بحكم واحد وان كان بينهم من لم يحتس الخمرة.. وانه لا عفيفة وتعمل في مبغى وان لم تقرب سرير الرذيلة فان هناك من اقتنع وقرر الابتعاد عن مسؤولين في الدولة وان لم يتأكد من فساده.. ففي هذا الحشد من الفاسدين في أجهزة الحكومة فان من يحرص على جب الغيبة عن نفسه يبتعد عن المسؤولين قدر ما يستطيع, وثمة من تبرأ حتى من اخوته وصداقته وقرابته من ذاك الذي تبوأ منصبا ... فكثرة الفاسدين استدعى من يحرصون على سمعتهم على استذكار ان مجالسة رواد الحانة انما قبول بهويتهم والرضى بممارستهم.. والأفضل الابتعاد عنهم وعن الشبهات ونال رحمة الله. ودرج كثيرون في الماضي على الابتعاد عن ذلك الذي يتبوأ منصبا، وذلك من باب الكبرياء, ولتجنب تهمة التزلف لمسؤول وشبهة الانتفاع منه... وسيكون هذا التصرف بابعاد تربوية واخلاقية في وقتنا الحاضر وسمعته في الفساد. اغراءات هذا الفساد شديدة وعاتية... وقد توسوس لمن يقترب من شخوصها وأجوائها.. بل قد يجد الفاسد ذاته بمن يقترب منه فرصة لمزيد من الفساد ... فيستدرجه لمداراته... ثم أن النزيه الشريف في علاقته بالفاسد تزكية للفاسد ...مثلما قد يبديه ويظهره مغفلا ومستغفلا من الفاسد. مصادر الكشف تصدمنا بالاسماء وبأرقام السرقات.. رصيد هذا كذا مليون دولار,ورصيد ذلك كذا مليار دولار ..من اين هذه المليارات؟ واية اخلاق وتقوى وحصانة تمنع من هذه الثروات الكونية ... وهذه التي تكفي لميزانيات دول ؟؟؟ وهل يمكن للمرء ان يتفاجأ ويندهش بالاسماء؟؟ وهل هناك من يمكن الخلف ليه وتبرئته من السرقة والفساد؟ وهل هناك ما هو ايسر من تجنب الشبهات والمخاطر من الابتعاد عن رواد الحانة والماخور؟ ثم إن اقتراب الشريف من الفاسد قد يوقعه في دائرة قلق الفاسد ويرى فيه شاهدا محتملا, خصوصا وان فاسد المرحلة ثمل وتنتابه نوبات من الهذيان عن هطول السماء عليه بكل هذه الثروات والسلطات... وبما يضعه في نطاق التهديد والتصفية...وقد بات معروفا ان بعض القتلى لأسباب شخصية وصغيرة وتافهة... زبدة القول تدعو لعدم رؤية القرد ولا يدع القرد يراه ..ورحم الله امرئا جب عن نفسه الشبهات... وابتعد عن التقوى والكبر بالفاسد.
|