تحتشد صالات عمليات المستشفيات والعيادات الخاصة بالمرضى, وبينهم فقراء كثيرون, يعلم الله كيف دبروا حالهم وجمعوا تكاليف العلاج الباهظة بسبب جشع هذه المؤسسات, وتحول بعض الأطباء الى ضباع وذئاب ويسعون للثراء سريعا, وقبل ان يحدث المتوقع... فضلا عن ضراوة طلاب الإكرامية والبقشيش, كما في المستشفيات الحكومية ..والحق فان المواطن قد قذف به الى قبضة من لا يرحمه.. وباتت صحته بلا أية ضمانة وحماية واهتمام ...وباتت الاصابة والمرض في عداد المصائب وحوادث العنف والإرهاب. واذا كانت بوابات العنف والقتل والإرهاب مفتوحة بمعونة الجهل لدوافع وأسباب وظروف.. ولغشامة في اجهزة امنية ولغياب المنظور العلمي للامر ,فان هذا هو السائد في قطاعات الدولة الاخرى ,ومنها الصحة ...فلا تمت حماية الطبيب من عدوان العدوانيين ,ولا ارتقى راتبه, اذ يباشر ويبدأ حياته العملية الى راتب بعض أعمال حملة شهادة الدراسة الابتدائية.. ويتقاضى المضمد الهندي المستقدم للعراق ما لا يحلم به الطبيب ...ثم انه متروك لحاله.. لا من يتابعه ولا من يرعاه.. ويساوره مثل اي موظف اخر في الدولة انه في حال غير جدي وان التسيب طابع عام. المعروف ان بناة التجربة هم الاولى والاسرع مبادرة في الشهادة لفضل وتميز مابنوه وما شيدوه, على الاقل من باب الدعاية ومستلزمات الشكليات ...ومع ذلك حتى هذه لم يفعلوها في القطاعات المختلفة ومنها الصحة... ولا قالوا لنا عما انجزوه فيها.. يبدون غير معنيين بالانجاز ..ولا يخطر لهم ان ينجزوا ,على العكس ,ففي مجال الصحة لم يخفوا عدم ثقتهم بابسط العلاجات العراقية وتقاطروا على مستشفيات اوربا ينفقون فيها الثروات ,وقد يتعمدون اعلان سفراتهم تلك ,ومن باب التباهي والتفاخر ...فأية ماساة لبلد يصاب بمثل هؤلاء القادة؟؟ ليتشبهوا ويتفقدوا الرعية ...وليزوروا المستشفيات الحكومية والاهلية والعيادات الخاصة ...وليجوروا على انفسهم ويصطحبوا معهم عدسات الفضائيات ...ويروا شقاء العراقي ,وان كان لهم من يشبههم كمواطنين, ومن يشبههم كمسؤولين ؟؟ أجهزة الإعلام المختلفة تعرضت واستغاثت مع المواطن وتضرعت تتسول الشفقة والرحمة بالمرضى ..وعرفت ان دوائر وأقسام مهمة لا علاقة لها بما يطرحه الإعلام, وقد تظن انها غير معنية بالطرح الاعلامي وقد قلنا ان الضحية هو المواطن, وكذلك المسؤول الشريف الغيور في وزارة الصحة.. ونكرر قولنا ان بقاء الحال على هذا المنوال سيفرغ البلد من الأطباء العراقيين جراء هذا التشوه والتسيب والفوضى وسرقة حتى أدوية ومواد من العيادات والمستشفيات.نكرر بان في وزارة الصحة أناسا غيورين ومخلصين ويحترقون من اجل المواطن ويتحرجون لفساد الواقع ...وقد حان الوقت لان يفعلوا شيئا.. على الأقل في التبرؤ من هذه الفوضى (الخلاقة).
|