هناك اتفاق شامل بين فلاسفة ومنظري ومؤسسي الديمقراطية على انها تحتاج الى سياسيين ناضجين عركتهم التجربة, وصار الواحد منهم أستاذا لاوغست كونت ودوركهايم وابن خلدون وارسطو وأوغسطين وأفلاطون وعلماء النفس والاجتماع ويعرفون عن نفسية المجتمع ما قد يغيب عن المجتمع ...فكم عدد الجهابذة بين سياسيي العراق؟ وتحتاج الديمقراطية الى أن يكون المجتمع متعلما وعلى قدر من الوعي والثقافة ...فكم عدد مزوري الشهادات؟؟ وتحتاج الى غياب الفروق الطبقية الكبيرة ...ومستويات العيش...وثمة لصوص يمتلكون ما يوازي ميزانية دولة.. الحاجة الاهم هي عدم انقسام المجتمع على نفسه ...ان يتمتع بقدر من الانسجام بين افراده ومكوناته.الغريب وما لا يمكن فهمه ان نموذج الديمقراطية في العالم ومن بيدها زمام العالم الحر: أمريكا، احتلت العراق وسارعت لتأسيس الطائفية, وضمان ديمومتها.. كيف هذا؟ الديمقراطي ممتلئ وعيا وإنسانية, ويجل الحياة الإنسانية.. وهناك من وجده تجسيدا لروح ومعنى الدين والايمان .. فأي تناقض بين ذروة للتحضر وتأسيس للطائفية وتقسيم المجتمع على نفسه وبما يناقض تماما أوليات متطلبات الديمقراطية.الرأي ان زعيمة الديمقراطية تجسد فلسفتها في بلدها والتعامل هناك مع الانسان وحقوقه وكل ما يهيئ له ان يمارس قدراته ومواهبه وإنسانيته التي لا تمس حرية الآخر... ولكنها في الخارج فانها لا تمنع التخلف والغباء والخرافة من ان تدمر نفسها... وربما تجد ان من مصلحة البشرية ان تتخلص من الفيروسات والبكتريا الضارة والجراثيم والكائنات المؤذية وما يفسد الهواء بالعفن... وخصوصا من الكراهية.. وعلى وجه الخصوص الكراهية المغلفة بالمقدس الديني. امريكا مالأت وسايرت وتواطأت مع الطائفيين ولم تفرض عليهم الطائفية..ووجدت في نزوعهم مكسبا هائلا لتعجز عن تحقيقه وانجازه كل مراكز البحوث. المخابرات والطوابير والجيوش واسلحة الدمار... وكل هذا ومجانا ...بل وبمردود مادي وسط نشوة وزغاريد كثيرة..أعلاها إسرائيلية ...التي باتت تنتظر ان ينجز التخلف والجهل والكراهية دورته ويفتت كل المنطقة وتبرز إمبراطورية تعلن عن نفسها في الظل الأمريكي.الديمقراطية العراقية بشروط ومواصفات خاصة... او هي شعار وعنوان حقبة وقد اتخذت من نقائضها مقومات لها ...واولها الطائفية ...لتكون الديمقراطية السلاح الفتاك للانتحار ..ولتوفير الفرصة لتجار الدين ان يكشفوا عن انفسهم وعن ضحالة إيمانهم... ثم للبرهنة على عدم استحقاقهم للثروات بين ايديهم...وعلى انهم من الهمجية هم الابعد عن السياسة وامتلاك مواهبها ...فاذا كان ابسط المطلوب من ابسط سياسي التحكم ليس فقط بردود فعله, بل الاهم بردود فعل غيره ..وبردود فعل خصمه وعدوه ...بينما يكسب السياسي من الاعداء بقدر ما يسرق من الثروات... والديمقراطية لا تعترض على الاختيار وان كان طاعونا.
|