سعدون شفيق سعيد
بعد أن ظلت القراءة التي كانت تؤلف في الماضي الخبرة الرئيسية .. لدى التلميذ أصبحت تحتل عمليا مكانه ثانوية في أيامنا هذه بفعل التلفزيون .. ومن الثابت ألان أن الأطفال يقرأون القليل من الكتب عندما يكون هناك جهاز تلفزيوني تحت تصرفهم .. والدليل انه عندما لا يكون لدى الطفل عمل يشغله .. فهو يرجح تشغيل التلفاز على تناول كتاب ما والاستغراق في قراءته .. ولقد اعترف الكثير من الأطفال صراحة أنهم باتوا لا يبحثون عن أي كتاب وحتى لو كان مصورا كتلك القصص الملونة الشيقة برسوماتها ذات العبرة والحكمة والتي كان الإباء يقتنوها لأبنائهم من السوق للتواصل مع الثقافة الأدبية وتنمية مداركهم وقدراتهم في الكتابة والفهم لاحقا .. حتى أن السوق في أوقاتها كانت رائجة بمثل تلك المطبوعات الأنيقة .. ولكنها اليوم باتت مركونة في رفوف المكتبات التجارية لان سوقها باتت بائرة بوجود التلفزيون .. وليس هذا فقط وإنما المكتبات المدرسية لم تعد حافلة بالمستجدات من المطبوعات الثقافية التي تنمي مدارك الطفل والأكثر من الأطفال اليوم يعترفون بالميل الذي يحسون به نحو برامج التلفزيون لان من الواضح أن وجود التلفزيون هو الذي يقلص مقدار قراءة الأطفال أكثر من أي عامل أخر .. وبهذا يمكننا القول بان التلفزيون اليوم بات يقلل رغبة الأطفال في القراءة .. والدليل أنهم باتوا يلجأون الى المحطات الفضائية بحثا عن مبتغاهم.. وتلك هي الحالة الخطرة وخاصة أذا ما علمنا أن هناك فضائيات تعمل على بث السموم في عقول الصغار من أبنائنا .. وبصورة غير مباشرة وقد يصل الأمر حتى الى (الكارتون) .. المحبب لدى الأطفال .. حيث يعملون على غسل عقولهم باتجاهات مدفوعة الثمن وخاصة بالنسبة للأطفال العرب وفي مقدمتهم أطفال العراق .. أولئك الأطفال الذين يبحثون عن متنفس لأوقات فراغهم حتى نجدهم يبحثون عن مثل تلك البرامج المشوقة والمحببة لديهم دون أن يعلموا السموم التي تبثها والتي تنخر في عقولهم باتجاه هدف معين بعيد عن الالتصاق بالمبادئ والقيم الوطنية .. والذي وددت قوله : أن على الفضائيات والقنوات العراقية أن تنتج برامج وأعمال تربوية مخصصة لأطفالنا بشكل سليم وموجه.. وان لا تقتصر أعمالها على الكبار فقط .. وان يكون لها قسم خاص ببرامج الأطفال وليس مثل تلك البرامج التي تعتمد على تقديم الألعاب والمسابقات والشبيهة بما يتواصل في تقديمه ومنذ سنوات الفنان هاشم سلمان (عمو هاشم) وكان الساحة العراقية لم يعد فيها غيره !! رغم انه ومع احترامنا له ولأمثاله لازالوا متقوقعين عند تلك الهيكلية البعيدة عن التطور والابداع وكأنها (قرض فرص) وليس من بديل لها !!.
|