الفساد ,وكما يقر ويعترف الجميع هو المسؤول عن حرمان العراق من الكهرباء لعشر سنوات قابلة للزيادة ,ومسؤول عن تدمير وتعطيل الصناعة والمصانع الكبرى ,ومسؤول عن تحول أفضل بلد زراعي الى مستورد للباقلاء والبصل, ومسؤول عن خسارة العراق لثروات اسطورية سجلت بحسابات اللصوص ,,ومسؤول عن حشود الجياع والأرامل واليتامى وكل ما وضع العراق في صدارة الخراب الدولي ...وقد انتبه الجميع وسموا الفساد فسادا ...إلا أن الفساد في الأجهزة الأمنية بعواقب وتأثيرات ومآسي مباشرة ولا يمكن احتمالها مثل الظلام وسرقات المسؤولين للثروات وحتى للجوع ..انه التوقيف والاعتقال على الهوية او على ما لا يدريه الضحية ,,ويعرفه لاحقا ,ومما يعرفه السعي لابتزازه وابتزاز عائلته ..وتلك حقيقة صار مختلف المسؤولين يعترفون ويصرحون بها ...ولا أكثر شقاء وإحساسا بالظلم من اعتقال برئ...مما قد يغرس فيه الكراهية والرغبة بالانتقام ..وليس غريبا ان يحقد على الحياة والبشر وعلى نفسه وينزع لتفجير جسده ويفني كل الارض ... ان ظلم انسان واحد في الدولة يكفي لوصم السلطة بالظلم وينزع عنها الشرعية ..وان الفساد في الاجهزة الامنية الذي تناوله الدارسون والباحثون وكشفوا فضائحه قد وفر لمرضى الكراهية ولذوي الانياب وللجشعين والقساة وعديمي الأخلاق والضمير أن يذيقوا الأبرياء مرارة تجعل الحياة كلها مرة وتستوجب الفناء ...وان السجين البرئ لينتظر انفراج باب السماء وتذكر المسؤولين له لنجدته وانصافه وبعثه الى الحياة ... هل يدرك السياسي ان ظلم مواطن واحد مثل وباء يسري وينتشر ويوحي حتى لأتباع السياسي بعدم وجود عدالة ,فضلا على ان آليات ومسارات واجراءات الظلم تنتهي قطعا للتدمير حتى لنفسها ...وان ما يجري في العراق سيصدم العراقي فيما بعد ,وعندما يستفيق ويجعله ينتفض ويقفز في الهواء ويسأل مذعورا ان كان فعلا ارتكب ما ارتكبه واقترف بحق نفسه كل هذه الشناعات ..ان كان لبس قناع الصفيح وقبح مع نفسه ..وسوغ لها عدم الوفاء مع لوي المنطق والحقيقة وانساق وراء الشر كل هذا الشوط ...؟؟؟ الفساد الاداري وتجليات الشطر الكريه الصلف وعديم الشهامة لبعض العراقيين يتكثف ويتركز في الأبرياء المسجونين ...وإذا كان للفساد نتائجه المترامية المريعة ولكنه في السجن جمرة قد تكون بحجم الحصاة ولكنها لا تحتمل ...ثم ..انها تشي بواقع بالغ الخطورة ...والذكي من يستلم هذه الوشاية ويتدارك الامر ولا يترك دعوات المظلومين تزحم ابواب السماء .
|