إزاء عواصف الفحيح , وعفن الهتافات, وسموم المغازي ,ونيات العدوان والشر ,ونزوعات الاستحواذ والعزلة ,وقبح ضيق العين, والجرذية ..إزاء نذر الخراب تبثه وتنعق به جحافل الجهلة وكناسة الشارع التي صدقت بان السياسة وأعمال تقرير مصير الشعوب من حق من يتقدم لفعلها ..وانه إذا كان للطبيب وحده أن يدعي علاج المرض والمهندس ان يتصدى للتصميم والبناء وللاقتصادي أن ينظر في الفعاليات الاقتصادية ,فان السياسة وحدها والتصدي لإدارة شؤون ومصالح الناس التي يمكن ان ينبري لها وينهض بها سائق التكسي وحمال الشورجة ومنظف بيت العبادة والمتسكع على الرصيف ,وحتى كناسة الشارع ...وهؤلاء الذين طلعوا من القاع واستحوذوا على ما لا ينوش أطرافه رؤساء الدول العظمى سيرسخون في أبراجهم إلى الأبد .. إزاء صخب أصوات المبتذلين والنكرات ومن استلموا وديعة الاحتلال ومحتوياتها الطائفية والاستحواذية والانعزالية والفوضوية وإفرازاتها من فساد قياسي ...إزاء هذا وغيره وفي لجة هذا اليأس يطلع أولئك القياديون من ذلك المكون يتحدثون عن مزايا وخصال مكون آخر ,يصنف بلغة المرحلة ,مكون نقيض او معادي .... يقولون بحماسة ويقين ان ذلك المكون اثبت أصالته وعراقيته ونضجه ,وأكد شجاعته بالتفوق على نفسه وبتجاوزه الى الأفضل والأرقى من الأفكار والمواقف والسياسات ,ثم اكد غيرته على الدين والمذهب ولم تغره موجة الدهماء وهرجتهم ..ولم يركب هذه الموجة الى السلطة ...لا لأنه يفكر بالبعيد والباقي فقط , بل بالصادق والنبيل والإنساني وما يرضي الله..اذ لا يراهن على الدهماء والناعقين غير واحد منهم ... القياديون في ذلك المكون في ثنائهم على المكون الآخر يثيرون الانتباه والتساؤل والاستغراب في مجتمع درج على إلغاء الآخر وتجريمه وتكفيره وبما دفع للسؤال المستطلع ,انه اذا كنت معجبا ومأخوذا بذلك المكون ما الذي يمنعك من الانضمام له وتوحيد كيانيكما, وتقدما سابقة نيرة وخطوة شجاعة وعملية على النضوج والتحضر والمعاصرة وعلى تجسيد روح الإسلام وتقديمه للعالم كحل وكطريق لسعادة وخير البشرية..؟؟؟ ما الذي يحول دون هذا العناق إذا كنتم بهذا الإعجاب بذاك المكون ؟؟؟ قالوا إذا تعلق الأمر بالإيمان بمبدأ المواطنة فنحن من ذلك الكيان ..وأننا على استعداد للتأكيد بالطلب إليه إننا من إتباعه من حيث إيماننا بمبدأ المواطنة ... والأكيد انه سيتطلع ألينا باحترام وإعجاب ان احترما ذواتنا وخياراتنا واجتهاداتنا ان حافظنا على كياننا باعتباره سيشكل سندا له في مسعاه الوطني والإيماني ..سيرانا عزيمة تسند عزيمته ..ولونا يضيف للألوان الوطنية ,واختلافا من صنف الرحمة التي جاءت في الحديث الشريف ... حسنا ...هل ثمة جرأة تليق بالبناة والقادة فتجسد التهويمات الى وقائع وتغدو حديث العراقيين الأجمل ؟؟
|