دشنت مرحلة الاحتلال حقبتها بالعنوان الطائفي ,وأفصح أكثر من قطب في نخبة السياسة والحكم ,وآخرهم السيد ليث كبة بان المحافظين الجدد ,في أمريكا, قد فرضوا في ذلك الوقت ,وقت الغزو والاحتلال التأسيس للدولة الطائفية ..واستخدام جياع السلطة من الطوائف أدواة لتنفيذها ,وصولا لعرض يثير اشمئزاز وامتعاض واحتقار العالم ... لا دواء للغباء والجهل ...ولا دواء للانغلاق والتعصب ..ولا دواء لمبدأ يقوم على الفوضى ...وكل من هذه العوامل والخواص تسببت في خراب وتدمير شعوب ومجتمعات ..وهاهي كلها وبزخم مضاعف تجتمع وتتظافر في العراق ...فوضعت العراق في هذه السنوات في صدارة فساد وخراب العالم ...وعانى العراقي ما عاناه ولم يبلغ السيل الزبى فقط ,بل وصدم العالم ...وما عاد لأبطال اللعبة ان يتستروا ويتكتموا على مايجري ...ولا بد من مواجهة الحقيقة وهي تسمية الأشياء بأسمائها وفرز الواقع ,وكشفه ولكن باخراج محكم وتحت السيطرة .... لقد استنفذ الطائفيون فصلهم الأول ,فهم كونهم مغلقون ولا يستطيعون ان يروا الحق إلا معهم وفي جانبهم ويتصرفون دائما بما يكشف نياتهم ومقاصدهم ..وإنهم ,في المنطقة ..تواصل السماء دعمها وشهاداتها ونصوصها لمساعيهم ..حتى حمى وسخن الحديد ويتوجب طرقه ,والبدء بفصل اخر ينتهي بالعري والمشهد الفاضح والقبيح ..والمناقض لاتجاه البشرية وتاريخها ...ولوضع نهاية هي الأقسى والأبشع ولا تترك في البشرية غير ذكرى قرفها وامتعاضها مما حدث ... ينتظر المنتظرون في هذه الفترة الوجيزة ان تتكشف الدناءات ويختنق الفضاء بعفن من لا نتوقعهم ..ويستعيد العراقي دهشته التي فقدها بكثرة الفضائح وهول المشهد ويقر انه لا حدود لشر الإنسان عندما يكون متعصبا وجاهلا ومحدود التفكير ,ولا يعرف كيف يتعامل مع الإنسان كانسان ,,لا كانسان بلون ودين وعرق ومذهب وفكر... مرحلة الكشف للدناءات الصغيرة من الأطراف غير المتوقعة هي إفراز طبيعي لا يمكن تجنبه ومنع ظهوره إنما يمكن توظيفه لتدشين حقبة إكمال المشهد الأخير الذي يضمن امتعاض وغثيان العالم واحتقار غباء يتولى بنفسه إفناء نفسه ,بعد ان يخطو عكس اتجاه التاريخ ..وعكس دعوة السماء لاحترام ومحبة بناء الله:الإنسان...اي إنسان... الرهان مؤسس على رهط من المتعصبين وكناسة الشارع والجهلة ..وإذا تبين ان حجم هذا الرهط اكبر من المتوقع الا ان حجم المتنورين والواعين واليقظين لا يستهان به ,وان النماذج النوعية الوطنية هي الأكثر تأثيرا في كل المجتمعات ,ولذلك هي شخصيات تاريخية ...ومن هنا تخوف المنتظرين من الفرز الأكيد الذي قد لا يتوقف على كشف صغائر بعض الكبار بل لكشف مشروع التحطيم الداخلي والانتحار الذاتي الذي يتيح للمنتظرين تنفس الصعداء .
|