وهي المرة الأولى أيضا التي يكون فيها شقاء الإنسان وموته دعاية انتخابية، ومناسبة للتحشيد والكسب الانتخابي، وما كان لإبليس السياسي من فرصة بغير كثرة البسطاء من الناس وذوي العقول المعبأة بالوهم والخرافة , وضروب الجهالات وبعلامتها الفارقة، الكراهية ومناقضة أخلاقها لكل ما تدعيه وتتظاهر به من مروءة وشهامة ووفاء وكرم وقلب كبير، وهؤلاء وضعوا مقولة «أن الشعب العراقي شعب شعراء ومثقفين ونفوس كبار» في حرج وإلا من جاء بهذا الغثاء من سياسيين على هذا القدر من اللصوصية والفساد؟ وها نحن أمام العالم تتصاعد مناسيب الحقد والكراهية وتتدفق الدماء مع ارتفاع درجة الحملات الانتخابية هكذا علنا، مناغاة ومغازلة عنصر الكراهية في صنف من البشر قد عثروا على باب لتصريف الكراهية بعنوان طائفي كراهية مقدسة قداسة تناسب القلوب الوسخة والعقول المغلقة، فالغوغاء حطب الحرب الأهلية التي تتوفر للمشؤومين من هواة الكراسي والسلطة.وكل الدلائل والمؤشرات تقول أنهم قادمون بها مثل قدر لا فكاك ولا مهرب منه، فهي (دملة) لا بد أن يفجرها المشؤومون، وانها طاقة شر وقد توترت واكتظت ليعقبها، وكأية حرب أهلية, الندم والخسارة الجسيمة وخراب النفوس والديار. سياسيو حقبة الشؤم, ومن ثملهم بالشر انهم لا يعبأون بعطالة بلد لعقد كامل وبمعاناة وشقاء الناس ونزفهم المستمر واختناق الأرض بعفن الفساد, وبلغوا ان يجعلوا من التفجيرات والقتل وصيغ الانتقام أوراقاً انتخابية، والمخجل والمريع ان أبالسة السياسة وأقطاب الشؤم يستغلون غوغاء بهذا الحجم والتأثير، حتى ليراهن المتراهنون ان البسطاء سيختارون الطاعون مرة أخرى وان سموم قلوبهم ستتسرب وتؤشر وتجدد هويتها الطائفية، ولان البسيط بسيط ولا تقوده غير عاداته وما تلقن عليه وما يردده بلا وعي فإنه لا يختار الأفضل من طائفته، وإلا لتقدم العراق بالتكنوقراط، بالاختصاصات والكفاءات وذوي الحس الوطني ومن يعلون من شأن المواطنة وينخرطون في حركة البشرية المتطورة، إلا ان هذا مشكوك بحصوله وان كان الأكثر تفاؤلا يتوقعون اتساع الانعطافة الباهرة في انتخابات مجالس المحافظات ويختارون الأكفأ والأنزه والأكثر عراقية. إنما ايضا لا يمكن التهوين من ذكاء المشؤومين، فالشر قد لا يخلو من الذكاء, وان تواصل رهانهم على استقطاب العاطفة الطائفية من خلال توفير التشفي أو تصعيد الحقد يعني أنهم واثقون من توفر جمهورهم ومن تأثيره الحاسم، فتتصاعد وتتقد درجة الحرارة مع اقتراب الانتخابات، وإنها المرة الأولى التي ترصف الجثث وتشتد الآلام لارتقائها إلى الكرسي الأسود. ولكـــن.. ما السر في كثرة لعــــن الشيطـــان وفي وضع اليد في يــده؟.
|