المرء بخلانه ,هؤلاء الذين كانوا خلاصة شخصيته ...وليس بعشيرته وقومه وأسرته ... فهذه العناوين تنتظر منه الإضافة والقوة وما يدعوها للفخر والتباهي به ...لا ان يكون مصدر حرج لها وتهرب من نسبه وانحداره وانتمائه إليها... طبيعي ان يفتخر ويتباهى المرء بعائلته وأسرته وقبيلته ولكن الأقوى والأكثر ثقة بنفسه وبمركزه الاجتماعي هو الذي يفتخر ويتباهى بما قدمت يداه ..بما يتمتم به من مزايا وخواص وإضافات إبداعية في العمل والعلاقات ..وإلا فانه لا يطيل قامته من خارجه وبغيره ... يحتاج الإنسان الى المجتمع والى تأكيد انتمائه له وان يعرف بهوية على الا يتجاوز هذا النزوع حدود التجاوز والاعتياش على تلك العناوين... ورغم بقاء القيم والمفاهيم العشائرية فهناك الكثيرون ممن لا يتشبثون بالهوية العشائرية وان كانوا الأكثر تواشجا وتفاعلا مع أبناء عشائرهم دون ان انحياز وعلى حساب علاقاتهم الأخرى ,ويحافظون على حياديتهم وموضوعيتهم في النظر الى الناس... الغريب والمخجل واللاخلاقي ان هناك من يهرع الى الطائفية بدافع نفسي غايته تأكيد هوية والظفر بانتماء ..والانضمام لمجتمــــع لم يفلح في العثور عليه وللتخلص من عدم المعنى ومن إحساسه انه (نكرة) وان تحري واقع الطائفيين وإخضاعهم للفحص النفسي يؤكد هذا الخواء النفسي والشخصي وان حمل الطائفي أعلى المؤهلات العلمية ... وبينهم من عاش وخبر المجتمع الأوربي والغربي ويدين بوجوده وحياته لتلك المجتمعات التي لم تنظر إليه الا كإنسان مجردا من لونه وجنسه ودينه وطائفته ...الا انه عندما تسنح الفرصة يهرع لتأكيد نفسه وذاته لا بعمل مبدع وبخدمـــة اجتماعية مشرفة بل بالطائفية ,وقد يدافع عن نكوصه عن التجربة الأوربيـــــة بأنه ولأصالته يعود ويتمسك بالطائفية ناسيا درس العالم المتقدم بان الدين لله ولخلاصه الشخصي لا للاستغلال الاجتماعي والسياسي ... ما طائفي الا من مجتمع الغوغاء وان حمل الشهادات والألقاب والعناوين الرفيعة.. وانه ,ولمحدودية شخصيته اعجز من ان يكون شخصية ايجابية عامة ,والكراهية أهم عناصر شخصيته ولا ينتظر منه اذ يكون قائدا غير تمزق واحتراب مرؤوسيه.. فالطائفية قطب مغناطيسي او شاقول يتجه دائما للمركز ... فالناقص إذا لم يثابر لإكمال نقصه بالعمل الخلاق قد يثابر للعدوان والشر وما تفرزه ضآلته من صغائر ...وليس لهذه الموجات والاندفاعات العامة أن تسوق الطائفي على انه كائن سوي إلا على البسطاء ...
|