آخر إفرازات الوضع العام استخدام الجوالين في الأحياء السكنية ينادون لشراء الأجهزة المنزلية العتيقة ..وقد يطرقون الأبواب للسؤال عما اذا كانت العائلة تبيع ما عندها من مستهلك وعتيق ليعرفوا ,في الحقيقة ,معلومات قد ترشح البيت للسرقة ,وربما لتزويد عصابات القتل بمعلومات عن الساكنين ...وقد فعلها الشحاذون ايضا, فكان ان أغلقت بابا للخير وصار الشحاذون والدوارة موضع ريبة ويلزم تجنبهم فهل هناك وجه من وجوه الشر لم يتقنع به الأشرار؟ سيتواصل هذا الشر ويبتكر الجديد الذي يأخذه ..ومنها ما ذكرناه عن مسرحية الشارع لخداع الطيبين ...فرجل الدولة ما زال غائبا لذلك يحضر المحتال والمجرم والمرتشي ..ورجل الدولة هو الذي اول ما يعمله هو السؤال عن سبب الحالة والظاهرة ..ولا نظن ان هناك من سأل وسعى جديا للجواب ...والجميع يعرفون ان بين الموجودين في ادارة الدولة من لا يعرف مثل هذا ,ولا يعرف مثل هذا السؤال ولا يعرف كيف يصيغه و يبحث عن جوابه ...بل أنهم قد يسارعون لوضع من يقترح عليهم السؤال في خانة الإرهابيين ولهذا دامت الجريمة والقتل والسرقة والنهب وقتا أسطوريا وسيبقى كذلك ما لم يكن هذا السؤال ودراسة جذور وأسباب الشر وبشجاعة ورغبة في العلاج.. صدمة السيارة للسيارة قد تكون مفتعلة لأغراض الابتزاز ورسائل التهديد بالخطف والقتل .. وكذا مشاريع التجارة والمال المزيفة وكل ما نبه العالم لأخبار العراق انما هي نواتج وأعراض لبناء ومنهج وأسلوب للدولة يفتقد للدراية والخبرة وللرغبة لخدمة المواطن ...فالجو العام مفتوح لكل نوازع الشر والعدوان ..والأخطر ان النموذج السياسي الجاهل والغشيم هو جاهل وغشيم في تبين ومعرفة القصد المبيت والمرسوم لهذه الفوضى التي تأكدت انها غير خلاقة ... وهذا النموذج جذل وسعيد بما في يده ولا يخطر له الشقاء الذي يحل بالعراقي ولا التمزق المتصاعد للمجتمع وتنامي شعوره باللاجدوى وتطلعه للخلاص خارج الحدود او انكفاءه على نفسه ولم يعد يعرف الجار جاره ,وانقطع الاخ عن اخيه ..وتفشت الامية الثقافية والابجدية حتى في الفضائيات ..ولا من يسأل لماذا هذا؟ ولماذا كل ما يحدث وفي العراق كل مقومات قيام عائلة من هذه الملايين ولتأكل من صحن واحد ...الا ان العكس هو الذي حصل فجال المجرمون في الشوارع وداروا في الأزقة ..فماذا بعد ؟؟
|