(كشف وزير الدولة لشؤون المحافظات، طورهان المفتي، عن البدء بإعداد دراسة تتضمن استحداث محافظات جديدة، ليصل العدد الإجمالي إلى (30) محافظة في العراق بحسب المقتضيات الإدارية والفنية) ، وهذا هو نص الخبر الذي نشرته وســــائل الإعلام ، نقلا عن حديث السيد الوزير مع «شفق نيـــوز» وهذا يعني ابتداء ان هناك (12) محافظة جديدة ستظهر الى الوجود، وتلتحق بالثماني عشرة محافظة القائمة حاليا، ومثل هذا القرار يستحق الانتباه لأنه يشير من طرف خفي الى ان هناك مساعي جادة للقضاء على البطالة! وبغض النظر عن المقتضيات الإدارية والفنيـــــة، وان هذه المحافظة او تلك ذات مساحة جغرافية واسعة او كثافة سكانية عالية او امكانيات اقتصادية هائلة، فان استحداث المحافظات أسلوب ذكي وناجح لتوفير فرص عمل تغطي عين الشمس، فلو (افترضنا) ان حي اور او قضاء الشامية او ناحية عينكاوه او محلة الشواكة أصبحت محافظة، فهذا يتطلب توفير آلاف الدرجات الوظيفية الجديدة، وبشتى العناوين فهناك المحافظ ونوابه وسكرتيره ومكتبه وسواقه و (الحمــــايات)، والنواب كذلك يحتاجون الى سكرتير ومكتب وسواق و (حماية) وهناك دوائر ملحقة بالمحافظة يجب استحداثها بكامل منتسبيها من مكتب إعلام الى شعب و أقسام قانونية وهندسية وإدارية وشؤون مواطنين وعلاقات ..الخ . وهناك رئيس مجلس المحافظة ومكتبه وسواقه و (حمايته) ونواب الرئيس وأعضاء المجلس ومكاتبهم و (حمايتهم)، ومكتب إعلام وتشكيلات اخرى وهناك مدراء للتربية والكهرباء والبلديات والماء والمجاري .. الخ ، مع نوابهم ومكاتبهم وإعلامهــــم (وحماياتهم)، ولا نغفل ان المحافظة تستدعي استحداث مديرية شرطة بملاك كبير يتناسب وكونها مديرية محافظة، كما لا يصح ان نغفل استحداث اقضيــــة تتبـــــع المحافظـــة والا ستبدو ناقصة السيادة، ولابد ان الاقضية تتطلــب تشكيل دوائر جديدة وعناوين جديدة كالقائممقام ونوابه وسكرتيرة ومكتبه وأفراد (الحماية) .. الخ. الحق ان استحداث محافظة هو توفير رقم هائل من فرص العمل، ولكن الذي يتعب راسي ان هذه الفرص جميعها استهـــــلاكية ، و85% منها من حصة الحمايات، والقوات الأمنية بشتى عناوينها ومسمياتها، والذي يتعب راسي أكثر أن الأمر لا يتعلق بمحافظة واحدة، بل يخص 12 محـــــــــافظة جديدة ، اما قمة المتاعب التي تسبب لي الصداع ، فهي ان الرواتب والأجـــــور التي ستدفعها الدولة شهريا وسنويــــا تكلف مليارات الدولارات، ولو استثمرنا هذه المبالغ الفلكية لبناء (12) مصنعا او منشأة إنتاجيـــــة في كل محافظة، لاستطعنا تشغيل مئات الآلاف من الأيدي العاطلة ممن نأمل بجهودهـــــــم بلوغ صناعة وطنية تعفينا من تبذيـــــر عملتنا الصعبة على استيراد القيمر، وبابا غنوج والنستلة والنفاخات .. اما استحداث المحافظات الجديدة فيمكن تأجيله الى زمن آخر على وفق حاجات البلد وأولوياته !!.
|