لان جدران التأسيس الطائفي والنفسي هي الأكثر في العالم ,ولقناعة السياسي (من المنتج الأمريكي) بسحر وسطوة المال والكرسي ,فقد أيقن ان للقطط والكلاب ما يستدرجها ويأتي بها الى المكان المطلوب ولنماذج من البشر ما يغريهم وينهي مقاومتهم, ويجعلهم يندفعون ويستقتلون على ما يطلبه الملوح بالمال والمنصب ..إلى أن ساد القول المعروف ... بأن من لا يعجبه ليضرب رأسه بهذه الجدران الكثيرة وربما قبل ان يصل الجدار يطأطئ رأسه ويستدير طالبا ومستجديا لطف حامل الحقيبة والكرسي ... تلك إغراءات قديمة قدم الإنسان ...ويتفاوت مفعولها وتأثيرها حسب ثقافة الشعوب والمجتمعات ومدى حصانتها الأخلاقية والمبدئية.. وسيكون للرادع الديني دوره المهم ..ولا أكثر من تراث الإسلام في هذا الميدان.. وتطرق محمد حسنين هيكل الى مفعول ودور حقيبة المال في تسيير بعض مراحل الحكم في مصر... بالمال تشترى المواقف وتتقرر السياسات ومصائر الشعوب المتخلفة.....إنما كانت الحقيبة في مصر متسترة وخفية ..بينما يقين السياسي (بماركته الأمريكية.....) يدعو من لا يعجبه الأمر لضرب رأسه بجدار التأسيس الطائفي الأكثر متانة وتسليحا ...مع يقين آخر ان من سيقصدون الجدار قليلون... ومعدومون ... اكبر الثروات في أكثر الجدران في أكثر المجتمعات والشعوب إرهاقا وتعبا ..في أكثر البلدان إرثا مشوها... .. في أكثر الناس انفعالا وتطرفا ...في أكثر المناخات تناقضا بين عقول عبقرية وأخرى بليدة ومثخنة بالخرافة ....فما الذي سيحدث ؟؟ وأي مصير يمكن للعراقي ان ينتظره مع هذا السياسي حامل الحقيبة ...؟؟؟؟ والأكيد ان هذا السياسي يوهم نفسه ويخدعها من انه لا يضع كل هذه الأموال في جيبه بل في جيوب الآخرين بذرائع وواجهات مختلفة ,وقد لا يحتاج لذلك ... لا قانون للأحزاب ,لا حسابات ختامية ,لا احد يعرف مسار الأموال وأبواب صرفها ..بل ان أضخم الميزانيات اقترنت بزيادة الفقراء والجياع والأميين والمشردين في دول العالم ..والأسئلة كثيرة وأكثر حساسية ... وكل هذا وغيره لا يمكن ان يحدث الا بغياب مبدأ المواطنة وعدم وضع المواطن في الحساب ربما لعدم إمكانية إدخال المواطن والمواطنين في الحقيبة.
|