تتحقق رؤى ونبوءات كارل ماركس وبأكثر من توقعاته .. فالرأس مال لا يقطر دما ,بل يتدفق دما ويزهق حيوات شعوب ولكن بعد أن يفعل الخبث الامبريالي فعلته ويغري ضحاياه بان ينحروا حياتهم بأيديهم وهم يحسبون أنهم يصعدون إلى النعيم ... وسندهم ومعينهم جهل الشعوب ,وخاصة حكامها ..وان تكرار مشهد الخديعة والاستدراج الى الهلاك لا يشكل درسا وموعظة للمتخلفين ويبقى المسلخ مثابرا وعاملا وتبقى تحذيرات وإنذارات وصراخ المبصرين عاجزة عن اختراق جماجم المتخلفين الى أدمغتهم ...وقد عاش العالم مسرحيات هائلة على مسرح السياسة .. حيث تتفجر النزاعات والخلافات والحروب بفعل إيحاءات وتشجيعات وإغراءات خفية لذوي العقول الحمقاء والساذجة والثملة بمناصبها وأوهام قوتها ... وان السياسة الدولية إذ تسوغ للحكام الجهلة إجراءاتهم وسياساتهم فبمنطق يبدو حياديا ونظيفا وطاهرا من النفع والمصلحة ولا يلوح من أنيابها ومخالبها غير استطالات من ذهب . ودخل في روع الكائنات الممسوخة ان عبور الجيوش الأمريكية وقطعها الأرض لاحتلال العراق إنما تضحية عظمى ودرس مسيحي عملي لأجل عيون العراقيين ولحمل من حملتهم الى سدة الحكم ... واذا كان من حق الأذكياء ان يسودوا ويحكموا وان يتراجع الأغبياء ويقتصر دورهم على حمل الأذكياء على ظهورهم ...لاسيما وإنهم يتدافعون سعداء الى حتوفهم ... المسألة ان في الإنسان والمجتمعات والشعوب قدر من الشر الى جانب الخير ...ودرجة تحضرها وتقدمها بقدر تخلصها من الشر .. وإنها في طريقها للتخلص مما ورثته من إنسان الغابة ...مثلما تخلص من مورثاته وجيناته الضارة ..ومثلما أنتج وطور من الأشجار والنباتات ... إلا أن دول التقدم رمت وقذفت شرها وتخلصت منه وباعته بثمن الى كائنات وشعوب ومجتمعات يترسخ فيها الشر ويتأسس على تراكم متخلف سحيق من الماضي ومن مباركة (مقدسة) ... وإنها حتى عندما تتظاهر بمساعدة الشعوب المقتتلة بشرها تتباطأ وتتشاغل لكسب الوقت لكي يتخلص العالم مما فيه من شر وغباء... فالشر عندها باق وقد ضاعفته الأخلاق الرأسمالية وتضاعف نزفه ولكن من رقاب وحيوات الشعوب الجاهلة والتي لا تملك لغة مشتركة للتفاهم والاتفاق مع نفسها ويشق عليها أن تجد المشترك بين بشرها ,مع يقينها الأبله أنها في طريقها الى الجنة .
|